في خبر مفاجئ ولافت، يبدو أن المنافسة بين العلامتين التجارتين برادا وفيرساتشي قد انتهت، بعد أن استحوذت الأولى على دار الأزياء الإيطالية فيرساتشي Versace من شركة كابري هولدينغز.
يأتي هذا الخبر بعد مرور شهر تقريبًا على تنحي المبدعة دوناتيلا فيرساتشي عن دورها القيادي في دار فيرساتشي، ليحل محلها داريو فيتالي (الذي عمل سابقاً في “بوتيغا فينيتا” Bottega Veneta و”ميو ميو” Miu Miu).
صفقة القرن!
أعلنت دار الأزياء الإيطالية “برادا” الخميس أنها أبرمت “اتفاقا نهائيا” مع المجموعة الأميركية “كابري هولدينغز” للاستحواذ على كامل أسهم دار “فيرساتشي” الشهيرة لقاء 1.25 مليار يورو.
ومن المتوقع أن يؤدي اندماج العلامتين التجاريتين الكبيرتين إلى إنشاء مجموعة إيطالية في قطاع المنتجات الفاخرة يبلغ حجم مبيعاتها أكثر من ستة مليارات يورو، قادرة على منافسة المجموعات العملاقة في القطاع، وأبرزها “إل في إم إتش” و”كيرينغ”، رغم التباطؤ الذي يشهده عالميا.
وفي هذا السياق، أعرب الرئيس التنفيذي لـ”برادا” باتريتزيو بيرتيلي عن فرحته لإبرام الصفقة بقوله: “يسعدنا أن نرحّب بفيرساتشي في مجموعة برادا وأن نبني فصلا جديدا لماركة نتشارك معها التزاما قويا بالابتكار والحرفية والتراث”.
أما أندريا غيرا، الرئيس التنفيذي لمجموعة برادا Prada، فأعرب بدوره عن هذا الاتفاق في بيان: “الاستحواذ على فيرساتشي Versace هو خطوة جديدة في مسار تطور مجموعتنا، حيث يضيف بُعداً جديداً ومكملاً. لدينا بنية تحتية قوية، ونحن مستعدون لفتح هذا الفصل الجديد مع فيرساتشي Versace التي تمتلك إمكانات هائلة”.
من الجدير ذكره أن الاتفاق المبرم يخالف الاتجاه السائد خلال السنوات الأخيرة في قطاع الأزياء الفاخرة، والذي شهد اندماج أسماء كبيرة في عالم الموضة الإيطالية مثل “غوتشي” و”فندي” و”بوتيغا فينيتا” بمجموعات منافسة فرنسية.
واضطرت “كابري هولدينغز” التي استحوذت على “فيرساتشي” عام 2018 لقاء 1.83 مليار يورو، للقبول بسعر مخفّض بشكل كبير في سياق اقتصادي قاتم بسبب الأزمة التي تشهدها سوق السلع الفاخرة وزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.
كانت دار الأزياء حينها مملوكة بنسبة 80% من العائلة و20% من صندوق “بلاك روك” الأميركي.
بعد أسابيع طويلة من المفاوضات، اتخذت “برادا” الخطوة رغم الاضطرابات التي أحدثتها في الأسواق زيادات الرسوم الجمركية الهائلة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووافق مجلسا إدارة “برادا” و”كابري هولدينغز” على الصفقة، ومن المتوقع أن تتم في النصف الثاني من عام 2025.
هل لتنحي دوناتيلا السابق علاقة بالصفقة؟
بعد مرور حوالي 28 عامًا، أفادت شبكة CNN بأن المبدعة دوناتيلا فيرساتشي أعلنت تنحّيها عن دورها القيادي ليحل محلها داريو فيتالي (الذي عمل سابقاً في “بوتيغا فينيتا” Bottega Veneta و”ميو ميو” Miu Miu).
من الجدير ذكره أن دوناتيلا شغلت منصب المديرة الفنية للدار لما يقرب من ثلاثة عقود منذ وفاة شقيقها المؤسس جياني فيرساتشي عام 1997.
حيث تسلم سيتسلم داريو فيتالي الإدارة الإبداعية لعلامة الأزياء الفاخرة «فيرساتشي» من دوناتيلا فيرساتشي، ابتداء من الشهر الحالي وفق ما أعلنته شركة «كابري هولدينغز ليمتد» المالكة للعلامة التجارية.
وقالت «كابري» التي استحوذت على الدار في 2018 إن «دوناتيلا فيرساتشي ستصبح السفيرة الرئيسية للعلامة التجارية اعتباراً من الأول من أبريل (نيسان) 2025»، فيما سيتولى فيتالي مهامه بصفته مديراً فنياً في التاريخ نفسه.
يأتي هذا التغيير في ظل تقارير تفيد بأن منافستها الإيطالية «برادا»، المالكة لعلامة «ميو ميو»، تجري محادثات لشراء فيرساتشي من كابري. وسبق أن أخبرناكِ عن دوناتيلا فيرساتشي تنشر كتاباً بعنوان Versace.
وكانت دوناتيلا قادت الدار منذ عام 1997، بعد مقتل أخيها جياني، في العام نفسه.
ومن الجدير ذكره أن دوناتيلا تعرضت للكثير من النكسات كادت أن تؤدي بالدار للإفلاس، إلا أنها كانت دائماً تعود لتحقق نجاحات جديدة. هذه المرة، يبدو أن قوة الأزمة الاقتصادية اضطرتها للاستسلام، لتنتهي بذلك سيطرة العائلة على الإدارة الإبداعية لفيرساتشي. منذ انطلاقتها على يد جياني فيرساتشي، ارتبطت الدار بالجرأة والإثارة وخض المتعارف عليه. حققت الكثير من النجاح من ناحية الصورة والشهرة، لكن الأمر لم تترجمه أرقام المبيعات التي ظلت تراوغها. دار «ميو ميو» المملوكة لـ«برادا» التي تستهدف فئة الشباب، في المقابل لم تتأثر مبيعاتها بالأزمة. بالعكس تماماً، فمنذ عام 2023، وأسهمها في ارتفاع، الأمر الذي كان دافعاً لاختيار فيتالي. هو من كان يتولى إدارة تصاميم «ميو ميو» ما يجعل التحاقه بـ«فيرساتشي» مهماً لأنه يمنح الأمل بأن ينثر بعض السحر عليها.
يُنسب إلى المصمّمة بعضٌ من أكثر أعمال الفن القابل للارتداء شهرةً في التاريخ. خلال مسيرتها المهنية التي امتدت لعقود، قدّمت أزياء تناسب مختلف الأذواق، من نجوم البوب العالميين وعارضات الأزياء إلى السيدات الأوّليات. ومن بين أشهر: معجبيها ريهانا، وسيلينا غوميز، وأريانا غراندي، وآن هاثاواي، وجيجي حديد.
بصفتها الرئيسة المشارِكة في حفل ميت غالا عام 2018، كانت Versace مهندسة لبعضٍ من أشهر إطلالات الحفل على مر التاريخ. صمّمت درع جان دارك الشهير لزيندايا، وفستان تمثال الحرية لبليك ليفلي، وفستان كيم كارداشيان الذهبي من فيلم “الأجساد السماوية”، بالإضافة إلى إطلالات كيندال وكايلي جينر المتناسقة كعارضات أزياء.
في هذا الصدد قالت دوناتيلا: «لقد كان شرفاً عظيماً لي أن أواصل إرث أخي جياني. كان عبقرياً بكل المقاييس، وآمل أن أتمتع ببعض من روحه ومثابرته»، مضيفة أنها ستظل من أكثر الداعمين للعلامة.
ختامًا، وفي الحديث عن هذه الدار الأنيقة، إطلعي معنا على آن هاثاواي وكيليان مورفي يقودان حملة Versace Icons: تصاميم مبتكرة وقطع خالدة.