تعتبر صلاة التهجد في رمضان من النوافل التي يحرص المسلمون على أدائها في الشهر الكريم للتقرب إلى الله، فما هو فضلها وكيف تصلى؟ وما هو وقتها؟ وكم عدد ركعاتها؟
مع حلول شهر رمضان المبارك، تزايد معدل البحث عن صلاة التهجد وعدد ركعاتها، إذ تعد صلاة التهجد من أفضل العبادات النافلة التي يقرب بها المسلم نفسه إلى الله في الليل ومن أكثر السنن فضلًا في شهر رمضان ويحرص عليها المسلمين لاغتنام فضل الشهر الكريم، وخاصة في الثلث الأخير من شهر رمضان لأن أخره عتق من النار. وتعرفي على أدعية شهر رمضان مكتوبة من مفاتيح الجنان.
ما هي صلاة التهجد؟
صلاة التهجد أو ما يعرف بـ”صلاة قيام الليل” تعني القيام في جوف الليل وقبل الفجر، وهي سُنَّة عن النبي المصطفى وليست فريضة على جميع المسلمين.
لغويًا، التهجد هو فعل خماسي للمصدر هجد ومعناه ترك النوم، ويصدق ذلك على صلاة الليل، فيقال: تهجد في ليله، أي صلى بالليل. أما التهجد في الاصطلاح فهو الاستيقاظ في الليل لأداء الصلاة، فقال تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك).
صلاة التهجد في الإسلام من صلوات النوافل التي تُصلَّى في الليل، والمعروف في الشريعة الإسلامية أنَّ صلاة النفل لا تكون إلَّا بعد أداء صلاة الفرض، أي بعد صلاة العشاء وتنتهي قبل الفجر.

ورغم أنه يكثر البحث على موقع “جوجل” العالمي عن “دعاء التهجد في صلاة الصبح”، فإن هذا غير صحيح كون وقت صلاة التهجد بما تشمله من أدعية وقنوط يستمر إلى اذان الفجر.
وتعرف صلاة التهجد بأنها الصلاة النافلة التي يقامها خلال ساعات الليل بغرض التقرب إلى الله. ويرد ذكر صلاة التهجد في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ» (الإسراء: 79).
وقت صلاة التهجد
تبدأ صلاة التهجد بعد صلاة العشاء وتستمر إلى آخر الليل، ومع ذلك، يعتبر آخر الليل وقتًا مفضلًا لأداء التهجد، وينصح بتأديتها في الثلث الأخير من الليل. فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل صلاة آخر الليل، وجعلها مشهودة لدى الله.
كيفية أداء صلاة التهجد
هي نفس طريقة أداء صلاة قيام الليل. يمكن أداء صلاة التهجد بعد النوم القصير بأكثر من طريقة، فمنها أن يقوم المصلي في منتصف الليل ويصلي ركعتين خفيفتين ثم يكمل بالصلاة ما يشاء من ركعات، مع الحرص على أن تكون الصلاة ركعتين ركعتين ويسلم بعد كل ركعتين. وبعد الانتهاء من صلاة التهجد، يمكن للمصلي أن يؤدي صلاة الوتر بركعة واحدة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويمكن أيضًا أن يؤديها بثلاث ركعات أو خمس.

حكمها
صلاة التهجد عمومًا ليست واجبة، لكنّها سُنّةٌ مؤكّدةٌ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم. وإليكِ الاعتكاف وقيام الليل من أهم وأحب أعمال العشر الأواخر من رمضان.
دعاء صلاة التهجد
كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ خَاصَمْتُ، وبِكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ».
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل هو أن التهجد يكون بعد النوم ليلا ولو لفترة، ثم الاستيقاظ للصلاة فقط دون غيرها من العبادات، أما قيام الليل فيكون بالصلاة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات في أي ساعة من ساعات الليل، وعليه فإن التهجد نوع من قيام الليل، يكون بالنوم ثم الاستيقاظ لأداء الصلاة، وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه ما يدل على هذا الفرق، حيث قال: (يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم له). وإليكِ دليلكِ الشامل لمعرفة أهم أعمال ليلة النصف من رمضان.

أجمل الأدعية في صلاة التهجد
- اللهم يا خفيّ الألطاف، نجّنا ممّا نخاف، اللهم اكتب لنا الخير حيثُ كان، ارزقنا الطمأنينة في القلب، تلك التي تُنير بها قلبي وتهديه إلى سراطك الحق، اللهم ردَّ لي شأني وأصلح لي أمري، ولا تَكلني إلى نفسي طرفةَ عين ولا أقلَّ من ذلك.
- اللهم يا واسع المَغفرة، تغمّد قلوبنا بمغفرتك، اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة التي ملأت أرجاء عرشك، رحمةً تُغننا بها عمّن سِواك، تباركت ربّنا وتعاليت، أرشدني إلى طريق الخير حيثُ كان، إنّك على ذلك قدير.
- اللهم بكَ آمنا وعليك توكّلنا ولا حول ولا قوّة إلّا بك، اللهم أنتَ الخَالق العَظيم الذي أكرمنا برحمة الإسلام، وخلقنا على خير ما يُرام، اللهم متّعني في جسدي واجعلني من ورثتك، ورثة جنّة النّعيم.
- اللهم لكَ الحمد كُله، لا حول ولا قوّة إلّا بك، اللهم في هذه الليلة المُباركة أسألك أن تنزل برحماتك على قلبي، فلا أحيد بعدها عن درب الحق، اللهم لا تسدّ عني الخيرات بذنوبي، وعاملني بما أنتَ أهلًا له يا رحيم، إنك على كل شيء قدير.