من منا لم يمر بصدمة نفسية في حياته؟! سواءً كان كبيراً أو حتى طفلاً، فإن الحياة وابتلاءاتها عبارة عن صدمات مباغتة، ولكن ماذا يحدث عندما تترك هذه الصدمات آثارًا عميقة في النفس؟!
يتعرض الشخص أثناء حياته لمجموعة من المواقف المزعجة التي قد تترك بعض الأثر على نفسيته، ولكن البعض الآخر يكون تأثير المواقف عليه شديد لدرجة أن يعاني من الصدمة النفسية، فما هي الصدمة النفسية وما أعراضها؟ وإليكِ اعراض التعب النفسي: تعرفي عليها وحاولي تخطيها!
ماذا تعني الصدمة النفسية؟
هي الاستجابة التي يبديها الشخص نتيجة تعرضه لموقف مؤلم أو حدث مرهق وشعوره بالعجز والرعب. بحيث يؤثر على طريقة تفاعل أو تأقلم الشخص مع الظروف الحياتية، وكلما زاد شعور الشخص بالعجز أثناء الحدث، زادت احتمالية إصابته بالصدمة.

أنواع الصدمات النفسية
بشكل أكثر تحديدًا، يمكن أن تكون الصدمة النفسية حادة أو مزمنة أو معقدة على النحو التالي:
الصدمة النفسية الحادة
هي الاستجابة العاطفية نتيجة تجربة واحدة أو حدث مؤلم جدًا يؤثر على الفرد بشكل فوري، هذه الأحداث قد تشمل حوادث السيارات، الاعتداءات الجسدية، الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الفيضانات، أو حتى فقدان شخص عزيز بشكل مفاجئ.
حيث أن التأثير العاطفي في هذا النوع من الصدمات يكون عادةً شديدًا، وقد يعاني الشخص من نوبات هلع، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، ومشاعر الخوف أو العجز.
وغالبًا ما تكون ردود الفعل السلبية ظاهرة في الفترة القصيرة التي تلي الحدث، لكن العديد من الأشخاص قد يتعافون بعد فترة من الزمن دون الحاجة للعلاج.
الصدمة النفسية المزمنة
تشير الصدمة المزمنة إلى التعرض المستمر والمتكرر لمواقف مؤلمة على مدى فترة طويلة. يمكن أن تكون هذه الصدمات ناتجة عن تجارب مثل العنف المنزلي، سوء المعاملة في العمل، أو الصدمات النفسية المتكررة خلال الطفولة (مثل الإهمال أو الاعتداء).
هذه النوعية من الصدمات تكون أكثر تعقيدًا، حيث تؤدي إلى استجابة عاطفية أعمق، ويعتبر التعافي منها عادةً يحتاج وجود مختص نفسي، حيث قد يتطلب الأمر دعمًا متخصصًا.

الصدمة النفسية المعقدة
تظهر الصدمة المعقدة عندما يتعرض الشخص لمواقف مؤلمة متعددة أو مستمرة على مدار فترة طويلة، عادةً في سياق العلاقات المقربة، كما هو الحال في العلاقات الأسرية غير الصحية أو في حالات اللجوء أو الأسْر.
حيث تتّصف هذه الصدمات بتأثير مزدوج على الهوية النفسية للفرد، حيث يمكن أن تؤدي إلى مستويات عالية من الارتباك العاطفي، وفقدان الشعور بالذات، وصعوبات كبيرة في تشكيل علاقات صحية مع الآخرين، وتتطلب الصدمة المعقدة تدخلات نفسية عميقة ومركّزة، مما يؤكد على أهمية الرعاية والدعم المتخصص. وإليكِ طريقة الحصول على علاج نفسي مجاني في السعودية.
عوامل الخطر للإصابة بالصدمة النفسية
غالباً ما تنتج الصدمة النفسية عن موقف لا يمكن للشخص تحمله، وتزيد احتمالية إصابة الشخص بالصدمة النفسية في حال:
- إصابة الشخص بإحدى أنواع الاضطرابات النفسية.
- كان الفرد غير مستعد للحدث، أو وقع الحدث بشكل مفاجئ.
- عدم قدرة الشخص على منع أو إيقاف الحدث، أو شعر بالعجز والضعف تجاهه.
- وقوع الحدث أو إصابة الشخص به بشكل متكرر ومستمر.
- إذا كان الحدث يتضمن قسوة شديدة لا يمكن للشخص تحملها.
- وقوع الحدث في مرحلة طفولة الشخص.
- عدم امتلاك الشخص مهارات اللازمة للتأقلم مع المواقف.
- عدم وجود تجارب سابقة يمكن للشخص الاستفادة منها في الموقف.
- انعدام الدعم الاجتماعي والنفسي الذي يعمل على تخفيف من احتمالية الصدمة النفسية.
- تعرض الشخص لضغوطات وتوترات مختلفة في الفترة التي تعرض فيها للموقف الصادم.
- امتلاك الشخص لبعض الصفات الشخصية.

أسباب الصدمة النفسية
يوجد العديد من الأسباب التي ينتج عنها صدمة نفسية للشخص، منها:
- الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات أو الحرائق.
- التعرض للعنف، سواء كان جسدي أو نفسي أو جنسي، أو مشاهدة انتحار أحد الأشخاص.
- التعرض للحوادث المختلفة.
- التواجد في أماكن الحروب أو العمليات الإجرامية، مثل السطو أو الإرهاب.
- المشكلات العائلية القاسية، مثل طلاق الوالدين.
- الإصابات الجسدية أو الأمراض الشديدة.
- فقدان أحد المقربين، أو التعرض للخسارة الشديدة.
- شعور الشخص بعدم الأمان أو التهديد بشكل مستمر، مثل العيش في الأحياء التي ينتشر فيها المجرمين.
- انقطاع العلاقات الاجتماعية الخاصة والقوية.
- التعرض لضغط نفسي بسبب الإذلال أو خيبة الأمل.

كيفية تخطي الصدمة النفسية
إذا كنت تمرين بصدمة نفسية أو عاطفية أو تعيشين مع شخص يواجه هذه الأزمة فإنك بكل تأكيد تتمنين مساعدته على التعافي والرجوع لحياته الطبيعية ولكنك لا تعرفين من أين تبدئي أو ماذا تفعلي، ولكن لا تقلقي فقد أوجزنا لك في هذا المقال بعض الخطوات الفعالة للتغلب على الأزمات النفسية. وإليكِ الموسيقى أداة طبية في العلاج النفسي.
- البحث عن الدعم من المقربين والأصدقاء
- تجنب الانعزال الاجتماعي والانغلاق على الذات
- محاولة الانخراط في العمل أو الانشطة المعتادة
- ممارسة الرياضة لتحسين الصحة الجسمانية والنفسية
- محاولة شغل أوقات الفراغ وتجنب الوحدة قدر الإمكان
- تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن
- إيجاد أهداف قريبة المدى والسعي لتحقيقها
- عدم إهمال مشاعرك بصورة كلية ولكن ينصح بقضاء بعض الوقت لتفهمها وتقبل المرحلة