ديان فرجان، مصمّمة أزياء لبنانيّة يافعة نجحت في إدخال طاقتها الشابّة وأسلوبها في الموضة إلى عالم الملابس اللبنانيّة التقليديّة. معها، يتحوّل الـ"شروال" في منحى عصريّ إلى قطعة أنيقة تليق حتّى بالمناسبات المسائيّة. ديان تطلعكِ في مقابلة حصريّة مع "ياسمينة" على مفهومها المتميّز في مجال الموضة، كما عن مصادر إلهامها.
أخبرينا قليلاً عن مسيرتكِ المهنيّة.
بدايةً، تخصّصت في تصميم الأزياء لفترة 3 سنوات في ESMOD، وعملت بعد التخرّج كمساعدة للمصمّم "ربيع كيروز". لطالما كان كيروز مرشدي، والشخص الذي شجعني على التقدّم نحو الأفضل. وفي عام 2005، أتيحت لي الفرصة لإطلاق ماركتي الخاصّة في "سوق جبيل العتيق"، وذلك بفضل دعم عائلة إدّه. أمّا خلال العدوان الإسرائيلي عام 2006، سافرت إلى فرنسا حيث تدرّبت لدى Malhia Kent، وهي إحدى الماركات النادرة التي ما زالت تحيك الأقمشة يدويّاً. لاحقاً، أتيحت لي الفرصة للمشاركة في مشروع الـ STARCH لدعم المصمّمين اللبنانييّن اليافعين. هذه التجربة الرائعة هي التي مهّدت لي إفتتاح متجري الخاصّ في منطقة بيروت. أمّا مؤخّراً، فقد افتتحت شركة خاصّة بي في "هونغ كونغ" حيث قمت بإنتاج مجموعتي الجديدة.
كيف تصفين أسلوبكِ؟
بكلّ بساطة، مفهومي في التصميم هو تحديث اللباس اللبناني التراثيّ، فأنا أعمد إدخال الروح المعاصرة إلى الملابس التقليديّة. وحتّى لو قمت بتصميم ملابس عصريّة للغاية، دائماً ما أركّز على إدخال تفصيل يجسّد الروح الشرقيّة بامتياز، إن كان في التطريز أو في القصّة بحدّ ذاتها، فأنا أحبّ كل ما هو تراثي وعريق.
ألا تعتبرين أنّكِ جازفتِ بإختياركِ إدخال اللباس اللبناني التراثي في ظلّ عصر العولمة؟
الأمر ليس مجازفةً على الإطلاق، فمن الضروري ألّا ننسى تقاليدنا وتاريخنا. أسماء عالميّة كثيرة إعتمدت هذا الأسلوب كماركة Kenzo التي تتمحور حول إعادة إحياء اللباس الياباني التقليدي.
ما الذي شدّكِ نحو هذا المفهوم المميّز؟
في الحقيقة، دائماً ما يتساءل أهلي حول سبب تعلّقي بالـ"شروال". ربّما يعود السبب إلى أنّني نشأت في باريس حتّى عمر الـ15، ثمّ عدت إلى لبنان مع عائلتي، للعيش في أجواء قرويّة في بيت حبّاق – عمشيت.
لماذا هذا الإلتزام الشديد نحو مفهوم التراث والتقاليد؟
لطالما أحببت الملابس الفولكلوريّة، وعندما طُلب منّي في أحد الصفوف تصوير شخص ما، وقع اختياري علىالأكبر سنّاًفي قريتي، وهو عجوز يبلغ من العمر 102 عاماً. حضر مرتدياً شروالاً تقليديّاً رائعاً، وأخبرني أنّ هذا النوع من الملابس والقماش لم يعد موجوداً في لبنان، الأمر الذي أشعل إلهاماً في داخلي. فمن المعيب أن تختفي هذه الملابس التقليديّة التي تحمل معها تاريخنا. هذا الرجل المسنّ كان محفّزي الأوّل والأساسي.
أين ترين الماركة الخاصّة بكِ بعد 10 سنوات، وما هي خطوتكِ التالية؟
أطمح خلال الـ10 سنوات المقبله إلى التوسّع والتصدير نحو الخارج إلى مختلف وجهات العالم، وهذا ما دفعني لافتتاح شركة خاصّة في هونغ كونغ.
ما هو بنظركِ أكبر نجاح تحقّقينه؟
ماركتي هي الوحيدة حتّى الآن التي تعمل على تطوير مفهوم الملابس التقليديّة، فأنا لا أمتلك خطّ ملابس جاهزة ولا حتّى خطّ أزياء راقية، وهذا ما يجعل عملي مميّزاً. بالطبع، ما زال هناك عدد من الحرفيّين في هذا المجال، ولكن ما أفعله مختلف، فأنا أحوّل الملابس التقليديّة إلى قطع عصريّة تلائم الحياة اليوميّة الحديثة. أريد الإستمرار في هذا المفهوم والتطوّر به نحو الأمام.