يعتبر الذكاء الاجتماعي من أبرز أنواع الذكاء التي يجب أن نركز عليها لتطوير علاقاتنا الشخصية مع الآخرين، ولتطوير مسارنا المهني كذلك.
يقول فيكتور هوغو “هناك دائماً شيء أقوى من كل جيوش العالم، ألا هو الفكرة الجديدة التي حان وقت تطبيقها”، وهو ذكاء من نوع مختلف يتجاوز حدود حاصل الذكاء العقلي والمعرفي. وفي سياق متصل، ما هو الذكاء العاطفي وما هي سماته؟
ما تعريف الذكاء الاجتماعي؟
يُعرّف الذكاء الاجتماعي بأنّه القدرة على التواصل مع الآخرين، وبناء علاقات تسودها المحبّة والالتزام، حيث يتشكّل نتيجة فهم المرأة لنفسها، وقدرتها على التحكّم بعواطفها، بالتالي فهو يرتبط جداً بالذكاء العاطفي، اذ يُغطي الذكاء العاطفي عدّة جوانب متعلقة بالوعي العاطفي، وكيفية إدارة المرأة لحياتها قبل مشاركة الآخرين بها، بينما يبدأ دور الذكاء الاجتماعي بالتواصل مع الآخرين؛ حيث تحتاج المرأة لتوظيف مهارات الذكاء الاجتماعيّ؛ كالتعبير، والحوار، والاستماع، والمصالحة، وغيرها.
ما هي علامات الذكاء الاجتماعي؟
تظهر النساء الأذكياء اجتماعياً السمات الأساسية التي تساعدهن على التواصل الفعال والتعامل بمهارة وسلاسة مع الآخرين، وضمن ذلك:
الاستماع الفعال: المرأة التي تمتلك ذكاء اجتماعياً لا تستمع فقط بانتظار دورها كي تتحدث وتبدي وجهة نظرها، ولكنها تهتم حقاً بما يقوله الآخرون وتستمع إليهم استماعاً فعالاً. وتبدي المرأة المتمتعة بذكاء اجتماعي تفهماً لمشاعر الآخرين وأفكارهم.
مهارات المحادثة: هل سبق أن رأيت شخصاً لديه مهارات المحادثة التي تمكنه من إجراء مناقشة مع أي شخص بغض النظر إن كان يعرفه أم لا؟ هذا الشخص يتمتع بالذكاء الاجتماعي ويستطيع فتح المحادثات بسهولة مع الآخرين. إنه لبق، ويمتلك روح الدعابة ويهتم بشأن الآخرين ويتذكر تفاصيل حولهم، مما يتيح له القدرة على فتح حوار معهم بطريقة أسهل.
الانطباع الجيد: تعتبر النساء الأذكياء اجتماعياً قادرات على التحكم في الانطباع الذي يتركونه لدى الآخرين. فهن يظهرن بمظهر جيد من ناحية ويكونن صادقات من ناحية أخرى، فيستطعن ترك أثر طيب دون اللجوء إلى الكذب والنفاق، ويتطلب هذا التوازن مهارات لا يمتلكها سوى الأذكياء اجتماعياً.
عدم الجدال: من تمتلك ذكاء اجتماعياً تدرك عدم الجدوى من الجدال، ولا تسعى لإثبات وجهة نظره فقط ليكون هي المنتصرة في الحديث، ولا يرفضون الأفكار المعاكسة لهم بشكل مطلق، بل يمتلكون الصبر للاستماع إليها ومناقشتها بدلاً من الهجوم على أصحابها. وقد يهمكِ معرفة كيف تنمين الذكاء العاطفي في العمل؟
كيفية تطوير الذكاء الاجتماعي
تُساهم العلاقات الاجتماعية الجيّدة وقدرة المرأة على التواصل في تحقيق السعادة والنجاح، لذا يُعدّ العمل على تحسين مهارات الذكاء الاجتماعي ضرورياً، وفيما يلي أهمّ الطرق التي يُمكن اتّباعها لتطوير مهارات الذكاء الاجتماعي:
- الوعي العاطفي: فإذا كانت المرأة تبحث عن تطوير ذكاءها الاجتماعي عليها البدء بالوعي بحالتها العاطفية وادراك العلامات الجسدية التي تظهر عليها اذ انتابتها العاطفة، كنبضات قلبها، ومعدل تنفسها، ودرجة تعرقها، وذلك لمساعدتها على التحكم بتصرفاتها الخارجية وانفعالاتها.
- احترام الآخرين: على المرأة الإبتعاد عن اطلاق الأحكام المسبقة على الآخرين، نظراً لأن هذه الأحكام تدفع الشخص الى التعامل مع الآخرين بناءً على الصورة التي رسمها لهم في عقله، لا ما هم عليه حقاً، لذا على المرأة الحرص على تقبل الآخرين والإنفتاح على افكارهم.
- وضع المرأة نفسها مكان الآخرين: يجب على المرأة أن تضع نفسها مكان الآخرين؛ لإدراك الصعوبات، والقيود، والرغبات، والمواقف التي يمرون بها، وهذا من شأنه تمكين الشخص من فهم الخلفية الاجتماعية للطرف الآخر، كما يُسهم في تحسين مهارات التعاطف والتفهّم أثناء التواصل.
- الدبلوماسيّة في التعامل: ذلك لأنّ النساء في أي جهاز اجتماعي سواءً شركة، أو مؤسسة، أو مناسبة يرتبطون معاً ضمن تسلسلٍ هرميّ يُحدد علاقة كل شخص بهذا الجهاز، لذلك من الضروريّ معرفة طبيعة تلك الروابط؛ لكي يضبط الشخص ردوده ويتصرف بحكمةٍ ووعي.
- القدرة على تحليل لغة الجسد: لا تستطيع المرأة توثيق علاقاتها مع الآخرين دون فهم حقيقة شعورهم، لذلك تُعد القدرة على تحليل لغة الجسد مهمة لفهم مشاعرهم العميقة بدون تواصل لفظي، وتكمن في فهم السلوكات غير اللفظية؛ كتعابير الوجه، والإيماءات، وردود الأفعال.
كيف يمكنك تطوير مهارات الذكاء الاجتماعي في سوق العمل؟
الذكاء الاجتماعي موهبة يمكن تطويرها وتنميتها بمرور الوقت، فإذا أردت تطوير ذكائك الاجتماعي، اتبعي هذه النصائح:
- طوري مهاراتك الحسية، من خلال مراقبة ما حولك باهتمام باستخدام حواسك: البصر والشم والسمع واللمس؛ لتصبحي أكثر وعياً بمحيطك وبنفسك.
- قيمي مدى وعيك الذاتي، من خلال تكوين فهم أعمق ومراقبة أفكارك وعواطفك وسلوكياتك وردود أفعالك وكيف تستجيبي لمحفزات معينة.
- كوني مستمعة نشطة، استمعي لما يقوله الأخرين واحترمي اختلافهم معك وتجنبي مقاطعتهم، واستفيدي من المعلومات التي تتوصلي لها لجعل بيئة العمل أكثر فعاليةً.
- تعاطفي مع الآخرين، انظري للمواقف المختلفة من منظور الأخرين واعملي على فهم مشاعرهم ومبرراتهم.
- نمي مهارات التواصل الخاصة بك، جزء كبير من ذكائك الاجتماعي يعتمد على مهارات التواصل وكيف يمكنك توصيل أفكارك بسهولة والقدرة على التحدث بثقة.
- قومي بمراقبة لغة جسدك وتعابير وجهك، اعرفي أكثر عن لغة الجسد وحاولي مراقبة لغة الجسد الخاصة بك وترويضها واستخدامها لصالحك، كما يمكن استخدامها لمعرفة ما الذي يفكر فيه الأشخاص من حولك.
- احترمي وتقبلي التنوع الثقافي، اعرفي المزيد عن زملائك في العمل واحترمي الاختلافات الثقافية والاجتماعية التي قد تتواجد.
- عبري عن تقديرك واهتمامك واحترامك للأخرين، يمكن أن يخلق ذلك بسهولة بيئة عمل إيجابية.
- تقبلي حقيقة أن بيئة العمل تتغير باستمرار وأنه يجب تقبل هذا التغيير والتكيف معه.
وفي الختام، قد يهمكِ الإطلاع على اختبار الذكاء العاطفي: أسئلة بسيطة ستكشف لك الكثير.