ألين صبّاغ مؤسِسة علامة The Concept لـ"ياسمينة": أصمّم لجيل يعشق الجرأة وهكذا حوّلت حلمي إلى واقع عالمي

مصممة الأزياء اللبنانية ألين صبّاغ

مصممة الأزياء اللبنانية ألين صبّاغ

منذ صغرها، كانت للفنون بصمة عميقة في وجدانها، وكأنها مرآة تعكس شغفاً خفياً يقودها نحو عالم لا حدود له من الإبداع. اليوم، تُجسد المصممة اللبنانية الشابة ألين صبّاغ مزيجاً فريداً من الإصرار والشغف، حيث نجحت في تحويل أحلامها إلى تصاميم تحكي قصصاً مفعمة بالهوية والأصالة.

ias

أما متجرها The Concept، فهو أكثر من مجرد مساحة لعرض الأزياء؛ إنه مختبر فني ينبض بالإبداع، حيث تتحول الأفكار الجريئة إلى قطع استثنائية تُعيد تعريف الأناقة بمعناها العميق.

وفي هذه المقابلة الحصرية مع “ياسمينة”، نغوص في تفاصيل رحلتها الملهمة من البداية المتواضعة إلى آفاق الطموحات العالمية.

 تصاميم تعكس مشاعرها وتجارب حياتها

– ما الذي ألهمكِ لدخول عالم تصميم الأزياء؟ كيف اكتشفتِ شغفكِ وفي أي سن بدأتِ مسيرتكِ؟

منذ طفولتي، كنت دائماً منجذبة إلى عالم الفنون. شعرت بأن مستقبلي سيقودني إلى مجال إبداعي. بدأت مسيرتي في تصميم الأزياء عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، حينما أطلقت مشروعاً جانبياً من المنزل. ومع مرور الوقت، تطورت رؤيتي وعملي ليصبح امتداداً لطموحاتي. الأزياء بالنسبة لي ليست مجرد تصميم، بل هي فن يروي القصص، ويجسد الإبداع، ويمنحني القدرة على ابتكار قطع تحمل أثراً عميقاً، وتعبّر عن ذاتي دون قيود.

– ما هو أول تصميم قمتِ به؟ وما كان شعوركِ عند رؤية أول امرأة ترتدي تصاميمك؟

أول تصميم لي كان بسيطًا في شكله، لكنه غني بالمعاني العميقة بالنسبة لي، لأنه كان البداية الفعلية لرحلتي في عالم الأزياء. لا أنسى التفاصيل الصغيرة: اختيار الأقمشة، الانغماس في العمل لساعات طويلة، ورغبتي الشديدة في أن يعكس هذا التصميم رؤيتي وشخصيتي.

عندما رأيت أول امرأة ترتدي تصميماً من عملي، كان الشعور لا يوصف، مزيجاً من الفخر والدهشة. وكأن فكرة خطرت في ذهني قد تحولت فجأة إلى واقع ملموس ينبض بالحياة. تلك اللحظة كانت نقطة تحول، جعلتني أدرك عمق التأثير الذي يمكن للأزياء أن تتركه على الناس. رؤية شخص يرتدي تصميماً صنعته ويشعر بالثقة والجمال كانت تجربة لا تُنسى، وأكدت لي أن هذا هو المجال الذي أريد أن أكرّس حياتي له.

واليوم، عندما أرى تصاميمي تُعرَف وتُقدَّر من بعيد، أشعر بأنني وصلت إلى مرحلة أعتز بها للغاية. أن يترك عملي بصمة مميزة يُعترف بها هو ليس فقط إنجازاً كمصممة أزياء، بل كفنانة استطاعت أن تنقل فكرتها وإحساسها من خلال قطعة واحدة.

الموضة المستدامة هي المستقبل

– باعتباركِ مصممة أزياء شابة بدأت في سن صغيرة وتعيشين عصر التحولات السريعة في عالم الأزياء، كيف ترين دوركِ في رسم ملامح مستقبل الموضة؟

بالنسبة لي، الموضة ليست مجرد وسيلة للإبداع أو التعبير فحسب، بل هي لغة تتيح لنا إيصال رسائل أعمق تعكس القيم والمواقف. أؤمن بأن الموضة لديها قوة لتغيير المفاهيم وإثارة النقاش حول القضايا الاجتماعية والبيئية. من هنا يأتي شغفي بربط تصميم الأزياء بالمسؤولية، سواء تجاه المجتمع أو البيئة.

أركز في عملي على خلق تصاميم تحمل في طياتها قصة ورسالة؛ باستخدام مواد مستدامة واتباع ممارسات أخلاقية، وأرى في كل قطعة فرصة لإحداث تأثير إيجابي.

أشعر أن الأزياء ليست فقط عن المظهر، بل عن المغزى الكامن وراء كل تفصيلة. وأتمنى من خلال تصاميمي أن أكون جزءًا من حركة تغيير شاملة، تُعيد صياغة نظرتنا للموضة كأداة للوعي والإلهام، وليست مجرد استهلاك. كما أطمح إلى أن تترك أعمالي أثراً يتجاوز الشكل الخارجي، ليصل إلى تحفيز حوار أعمق حول دور الموضة في بناء مستقبل أفضل.

– ما هي أكبر التحديات التي واجهتها كمصممة شابة أثناء إنشاء علامتكِ ومتجركِ The Concept؟ وكيف تغلبتِ عليها؟

أكبر تحدٍّ كان تحقيق التوازن بين الإبداع والجدوى التجارية. أردت أن أقدم شيئاً مبتكراً يلبي في الوقت ذاته احتياجات السوق. وبمرور الوقت، تعلمت التركيز على إنشاء قطع مميزة تجمع بين الأصالة والجودة، مما ساعد علامتي التجارية على التميّز.

– كيف تطورت تصاميمكِ مع مرور الوقت؟

مع مرور الوقت، وجدنا أرضية تجمع بين الإبداع والجودة، نركز فيها على إنشاء تصاميم مبتكرة لا تُرى في أي مكان آخر. وفي كل مجموعة نبتكرها، جوهر فريد خاص بها، وغالباً ما نسعى لإضافة لمستنا الخاصة إلى كل قطعة منها، سواء كان ذلك في اختيار المواد، أو الهيكل، أو التفاصيل الصغيرة، مثل التطريز، الذي أعتبره جزءًا لا يتجزأ من هويتي كمصممة.

– من هم المصممون أو الفنانون الذين يلهمونكِ؟

أستلهم الكثير من أعمال الفنان غوستاف كليمت، وخاصة “المرحلة الذهبية”، التي تتميز بالأنماط الجريئة والتفاصيل الغنية. تصميماتي تسعى أيضاً لتحقيق توازن بين الأناقة والعمق العاطفي، تماماً كما في فن كليمت.

– كيف تولدين أفكاراً جديدة لتصاميمك؟ وهل تعكس تصاميمكِ شخصيتكِ أو قصصكِ الشخصية؟

الإبداع بالنسبة لي يبدأ بتوفير مساحة ذهنية مناسبة. تصاميمي تعكس مشاعري وتجارب حياتي، وأحرص على تحويل الأفكار والمشاعر إلى تصاميم تنبض بالحياة. بالنسبة لي، التصميم يتجاوز البُعد البصري، ليصل إلى مستويات عاطفية أعمق.

– هل تسعين لإيصال رسالة معينة من خلال تصاميمكِ؟

بالتأكيد، كل قطعة من تصاميمي تحمل رسالة عن الثقة والقوة والتحدي، أريد لمن يرتديها أن يشعر بأنها تعبّر عن هويته وقيَمه، فالأزياء ليست مجرد مظهر خارجي بل وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار.

– كيف تحافظين على شغفكِ وحبكِ للتصميم؟

أحرص على الاستمرار في التعلم واستكشاف مصادر إلهام جديدة، سواء من خلال السفر أو قراءة الكتب أو تجربة فنون أخرى. وأعتبر التحديات التي أواجهها دافعاً للتطور والابتكار.

تنطلق برؤية واثقة نحو المنافسة في الساحة العالمية

– هل ترين أن تصاميمكِ قادرة على المنافسة عالمياً؟ وكيف تخططين لتحقيق ذلك؟

أؤمن بأن تصاميمي قادرة على المنافسة عالمياً بفضل جودتها وأصالتها، وأركز على تقديم قطع فريدة ومبتكرة تعكس تطورنا المستمر، وأسعى من خلالها للتوسع في الأسواق العالمية.

– كيف تعبّرين عن جيلكِ من خلال تصاميمكِ؟ وكيف تصفين هذه التصاميم؟

تصاميمي تمزج بين الحداثة والجرأة، وتعكس روح الشباب مع لمسات من الأناقة الكلاسيكية. وأنا أهدف إلى تقديم قطع تجمع بين لغة عصرية جريئة وتفاصيل كلاسيكية تضيف إليها عمقاً يجعلها ملهمة ومناسبة لمختلف الأجيال.

– هل فكّرتِ في توظيف التكنولوجيا في تصاميمكِ؟

أستخدم تقنيات حديثة مثل الطباعة الرقمية وآلات القطع المتقدمة، مما يتيح لي تحقيق الدقة والابتكار. في الوقت ذاته، لا أزال متمسكة بالحِرَف اليدوية التي تضيف طابعاَ شخصياً ومميزاً.

– ارتدت من تصاميمكِ العديد من الممثلات والمؤثرات، من هي الشخصية التي تتمنين التعاون معها مستقبلاً؟

أتمنى التعاون مع شخصية مثل كاري برادشو، الشخصية الشهيرة من المسلسل المعروف “مدينة نيويورك الكبيرة”، التي تعكس أسلوباً جريئاً وفريداً في الموضة. يجمع ستايل كاري بين الجرأة والأنوثة بطريقة ساحرة، وتُعتبر مصدر إلهام للكثير من النساء حول العالم. وأرى في تعاون كهذا فرصة للتعبير عن فلسفتي التي تركز على الإبداع والجرأة.

– ما الذي تريدين أن يتذكره الناس عنكِ كمصممة أزياء؟

أريد أن يتذكرني الناس كمصممة دمجت بين الإبداع والواقعية، وقدّمت تصاميم تحمل رسائل عميقة تعكس الأناقة والجرأة، ولم تخشَ أن تتحدّى المألوف.

– ما هي أحلامكِ وطموحاتكِ المستقبلية؟

أطمح إلى تطوير علامتي لتصبح جزءًا من المشهد العالمي للموضة. وأعمل حالياً على خط أزياء راقٍ وأخطط لإطلاق مجموعة جديدة في فبراير. كما أهدف إلى تقديم مشروعات مبتكرة في مجال الموضة المستدامة والمساهمة في تغيير الصناعة نحو مستقبل أكثر وعياً. فأنا أستخدم مواد مستدامة وأتبنى ممارسات إنتاج أخلاقية تقلل من الأثر البيئي، وأطمح لأن تكون علامتي التجارية جزءًا من التحول نحو مستقبل أكثر مسؤولية في صناعة الأزياء.

إقرئي أيضاً

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية