تعتبر الراحلة دلال عبد العزيز من ألمع نجمات مصر، دخلت المجال الفني في عام 1977، وهي زوجة الممثل الراحل سمير غانم منذ عام 1984 حتى وفاتهما عام 2021.
ولدت دلال بالمحافظة الشرقية، كما أنها حاصلة على بكالوريوس من كلية الزراعة جامعة الزقازيق وحاصلة على بكالوريوس من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كما حصلت على إجازة في الآداب قسم اللغة الإنجليزية من كلية الآداب، بالإضافة إلى دبلوم في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. وقد يهمكِ الإطلاع على إيمي سمير غانم في أول ظهور لها بعد تعافيها.
من هي دلال عبد العزيز؟
دلال عبد العزيز ذات الملامح الأرستقراطية التي حملتها فتاة جاءت من الريف المصري إلى القاهرة تحلم بدخول عالم التمثيل، نجحت هذه الفتاة التي تنتمي إلى عائلة عريقة في تحقيق حلمها، ليس في التمثيل فحسب، بل في دخول قلوب المشاهدين بوصفها واحدة من أفراد العائلة، هكذا توغلت دلال عبد العزيز في عالم الفن، لم تستغل ملامحها الرقيقة في تقديم أدوار الفتاة المدللة، أو الفاتنة التي لا يهزمها العمر، بل تصالحت مع السنوات وقدمت أعمالا ثرية جعلتها صاحبة تأثير فني وإنساني.
دلال في صغرها
حياة دلال عبد العزيز في طفولتها كانت مرحلة التأسيس لحياتها الفنية والإنسانية، فالرحيل المبكر لشقيقتها الكبرى (وهي في عمر 15 عاما) أدخلها في دوامة من الحزن الشديد ومشاعر الفقد التي عاشتها وهي لا تزال صغيرة، فقد أحبت التمثيل وتعلمته في سن مبكرة من خلال شقيقتها التي كانت تمارسه هواية في المدرسة وكانت تصطحب معها دلال التي كانت تحفظ الأدوار عن ظهر قلب.
فراق دلال عن شقيقتها في عمر صغير لم يكن الأخير في حياتها، فرغبتها في احتراف التمثيل جعلتها تقرر الاستقرار في العاصمة القاهرة وترك محل ميلادها بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، وجاءت إلى القاهرة بحثًا عن فرصة عمل في مجال الفن، حتى اكتشفها المخرج نور الدمرداش ومنحها فرصة الظهور في مسلسل “بنت الأيام” عام 1977، وبجانب الفن حرصت دلال عبد العزيز على استكمال تعليمها، فالتحقت بكلية الزراعة بعد إتمامها المرحلة الثانوية، واستمرت في الدراسة في أكثر من تخصص وأكثر من كلية، حبًا في المعرفة والتعلم. وقد يهمكِ الإطلاع على تفاصيل مسلسل إيمي سمير غانم وحسن الرداد في رمضان 2025.
دلال عبد العزيز : العطاء والتضحية في كونها أم
تغيرت دلال عبد العزيز على الشاشة كما هي الحال في الواقع بعد أن أصبحت أما لابنتين، وفي تلك الفترة كان تأثير نشأتها الريفية واضحا، فكانت تضع الأولوية للأمومة في حياتها قبل النجومية، وهو ما أخر حصولها على البطولات المطلقة مثل باقي فنانات جيلها، ولكن أمومتها انعكست على الشاشة بتألقها في تقديم دور الأم بإتقان فقدمت الأم القاسية في “للعدالة وجوه كثيرة” والأم الحنون القوية في “حديث الصباح والمساء”، وقدمت الروح الأصيلة للأم المصرية في “سابع جار” الذي قربها من كثير من النساء.
وفي الواقع، كانت دلال أما تقليدية، وهى المسؤولة بالكامل عن ابنتيها دنيا وإيمي في كل التفاصيل والاختيارات، كما حرصت على أن تعيش أسرتها حياة هادئة بعيدة عن الإشاعات والأزمات الفنية، فلم يذكر أن تورطت دلال عبد العزيز وأفراد أسرتها في تصريحات مثيرة للجدل أو مشكلات مع زملائها في الوسط الفني.
دلال الملقبة بصاحبة الواجب والأخت والصديقة
“صاحبة الواجب” هو لقب دلال عبد العزيز التي كانت لا تتأخر عن تقديم واجب العزاء في رحيل أي فنان، فشكلت مع الفنانتين رجاء الجداوي وميرفت أمين ثلاثيا، وكن لا ينفصلن في العزاء.
وفي لقاء لها مع برنامج “معكم منى الشاذلي” قبل رحيلها بفترة، تحدثت دلال عن أنها تعلمت من والدتها ألا تؤخر واجب العزاء، وفي كل مرة تقرأ خبر وفاة تتمنى أن تقف إلى جوار عائلة المتوفى، وهو ما ربت عليه أيضا ابنتيها.
وإلى جانب العزاء، كانت دلال أيضا تحرص على المشاركة في الأعمال الخيرية، وهو ما أكدته الفنانة نهال عنبر في تصريحات صحفية بأن دلال كانت لا تتأخر في مساعدة غير المقتدرين، كما أنها قامت بتأسيس مجموعة لختم المصحف كاملا يوميا.
وكانت دلال لا تترك سبحتها الخاصة، التي ظلت تمسكها لسنوات طويلة للقيام بالوِرد الخاص بها وهى في الطريق أو في الاستراحة من التصوير.
السابع من أغسطس 2021: الرحيل المفاجىء
الشعبية الكبيرة التي حققتها دلال عبد العزيز فنيًا، والحياة الأسرية الهادئة بين زوجها الفنان سمير غانم وابنتيها دنيا وإيمي، اختتمت بنهاية درامية بعد إصابة الزوجين بكورونا عام 2021، وتم حجزهما في مستشفى العزل بسبب التدهور الشديد في حالتهما الصحية، ورحل سمير غانم قبلها بشهرين، وأخفت أسرتها الخبر عنها طوال فترة مرضها، لترحل في السابع من أغسطس/آب 2021. وشكل رحيلها صدمة كبيرة في الوسط الفني ولابنتيها اللتين واجهتا تجربة فقدان الوالدين في فترة زمنية قصيرة.
وفي الختام، قد يهمكِ الإطلاع على دنيا سمير غانم تكشف عن سر خسارة وزنها وكيف تغلبت على وفاة والديها.