ماريا غراتسيا كيوري Maria Grazia Chiuri، المديرة الفنية لمجموعة الأزياء النسائية في ديور، ليست مجرد مصممة أزياء شهيرة، بل أيضًا رائدة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، ففي خطوة مفاجئة ومؤثرة، قررت كيوري استثمار جزءًا من وقتها وطاقتها في مشروع بعيد عن عالم الموضة، ألا وهو ترميم “مسرح الكوميتا” التاريخي في روما.
وتزامنًا مع هذا القرار ودعمًا منها لأصولها، قامت ماريا غراتسيا كيوري، بنقل عرض أزياء الكروز الخاص بالعلامة إلى أماكن متعددة في السنوات السابقة مثل أثينا ومدينة مكسيكو وقلعة دروموند في اسكتلندا، لكن العام المقبل، ستقترب كيوري أكثر من منزلها، حيث سيُقام العرض في 27 مايو في مدينة روما.
وبالعودة إلى المسرح الذي يقع في قلب العاصمة الإيطالية ويعود تاريخه إلى القرن الـ18، كان قد أغلق أبوابه خلال جائحة كورونا، ولكن كيوري، التي نشأت في روما وعاشت فيها طوال حياتها، قررت شراء المسرح الذي يتسع لـ250 مقعدًا في خطوة تهدف إلى إعادة الحياة لهذا المعلم الثقافي الهام، وتقول كيوري بحسب WWD: “أريد أن أحيي هذا المكان الذي يعتبر جزءًا من تاريخ روما وأتمنى أن يكون جاهزًا لاستقبال العروض في العام المقبل”.
ورغم أن كيوري مشهورة بعروضها العالمية مع ديور، التي تقام في أماكن مثل أثينا ومدينة مكسيكو وقلعة دروموند في اسكتلندا، إلا أن هذا المشروع يعكس جانبًا مختلفًا في شخصيتها وحبها لثقافة مدينتها، فالتحول من تصميم الأزياء إلى ترميم الأماكن الثقافية يعكس شغفها بالتراث والفن، وهو أمر يراه الكثيرون تطورًا طبيعيًا في مسيرتها التي تجمع بين الموضة والفن.
وكانت كيوري قد سبق وصممت أزياء لعدد من العروض المسرحية في روما، ولكن هذه المرة هي المرة الأولى التي تتولى فيها مشروعًا يشمل ترميم مكان تاريخي بالكامل، وتؤكد كيوري أن هذه الخطوة تمثل بالنسبة لها نوعًا من رد الجميل لمدينتها التي لطالما كانت مصدر إلهام لها.
هذا المشروع يأتي في وقت حاسم بالنسبة لصناعة الثقافة في روما، حيث أن المدينة كانت تشهد تراجعًا في عدد الزوار الثقافيين بسبب الظروف العالمية الأخيرة، ومع عودة الحياة إلى المسرح الكوميتا، يأمل الكثيرون أن تسهم هذه المبادرة في تعزيز السياحة الثقافية وإعادة جذب الزوار إلى المدينة.
إذا كان النجاح في عالم الموضة يتطلب الابتكار والتجديد، فإن النجاح في مجال الثقافة والحفاظ على التراث يتطلب نفس القدر من الشغف والرؤية، وهو ما يظهر جليًا في مسعى كيوري لإعادة إحياء هذا المسرح التاريخي.
في الختام، قد يهمكِ الاطلاع على رحلة عودة يارا صبري إلى عالم التمثيل بعد غياب وما كشفته لـ”ياسمينة” عن لحظة محورية غيّرت مسار شخصيتها في “العميل” وعلاقة شخصية “ميادة” بوالدتها.