مع اقتراب أسبوع الموضة في نيويوك، والذي سيبدأ يوم الجمعة 6 سبتمبر لغاية يوم الأربعاء 11 سبتمبر من العام 2024، هل سنشهد تأثيرات خارجية لوقفه؟
بالتزامن مع انتشار “وباء القرود” والتحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية تجاه الفيروس الجديد، أصبح العالم متخوفًا من تكرار تجربة كوفيد -19 التي لا يمكن نسيانها، خاصةً بعد تخلص أوروبا من 215 مليون جرعة لقاحات كورونا وتلقيها في النفايات في خطوة صادمة!
هل يعيد “جدري القرود” إلى الأذهان جائحة الكورونا وتأثيرها على أسابيع الموضة؟
عندما نذكر (كوفيد-19) لا بد أن نتذكر مدى تأثير هذا الفيروس على مفاصل حياتنا، وبالأخص على أسابيع الموضة العالمية.
فمن لا يعلم، تحديدًا في شهر فبراير من عام 2020، عندما وجدت ميلانو نفسها بؤرة انتشار لفيروس كورونا المستجد في أوروبا، كان أسبوع الموضة للأزياء النسائية لموسم خريف وشتاء 2020 في المدينة قد شارف على نهايته، وفي حين كانت منظمة الصحة العالمية لم تعلن بعد عن تصنيف الفيروس كوباء، غير أنه بدأ الكثيرون في إدراك التهديد الوجودي الذي يشكله على صناعة الأزياء الإيطالية التي تزيد قيمتها عن 65 مليار يورو بعد إغلاق متاجر العلامات الإيطالية في دول شرق آسيا المربحة. وفي السياق ذاته، متى بدأت أسابيع الموضة وكيف تطورت عبر الزمن؟ تاريخ جريء وحقائق مذهلة!
استدعت كورونا تغيير وتعديل نمط وشكل عرض الأزياء، كاستجابة سريعة من الفيروس المهدد، بينما فضلت بعض العلامات العالمية سحب مجموعاتها تمامًا وإلغاء عروضها، أما القسم الآخر، أبرزهم جورجيو أرماني، عرض مجموعته في بث مباشر بدون جمهور فعلي.
وفي الأسابيع التي تلت ذلك، تصاعد الموقف بشكل كبير بحيث بدأت العلامات التجارية بإلغاء عروضها المستقبلية أو إعادة جدولتها، بما في ذلك عروض مجموعات أزياء الريزورت السنوية، التي يتم عرضها في أماكن ودول مختلفة في كل عام حسب العلامة التجارية.
وهنا يجب التفريق بكيفية التعامل مع الجائحة وقتها، فبينما تتمتع مدن مثل باريس ونيويورك ولندن وميلانو بحضور كبار المشترين والصحافة واهتمامهم التام بالعروض التي تستضيفها، يبدو أنه في المقلب الآخر هناك عواصم أخرى أقل شهرة في عروض الأزياء، تتضمن شنغهاي ولاغوس قد استغلت لفترة طويلة قدرة الإنترنت على إثارة اهتمام عشاق الموضة لمشاهدة عروضهم المباشرة، وتحملوا على عاتقهم مسؤولية القيادة عندما تعلق الأمر بالخطوات التالية التي يجب على الصناعة أخذها بعين الاعتبار لضمان بقائها. وكنا قد أخبرناكِ عن دور أزياء ابتعدت عن الفرو الطبيعي… ماكس مارا آخرها.
وبالعودة إلى شنغهاي وطريقة ايجادها الحل في أسابيع الموضة العالمية، استعان منظموه بمساعدة من شركة “Juggernaut Alibaba” للتجارة الإلكترونية الصينية لتوفير منصة للعروض على قناتها للبث المباشر”Tmall”، مع تقديم العديد من الملابس المتاحة للشراء مباشرة من المدرج.
مخاوف عالمية من انتشار “جدري القرود”
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي مرض “جدري القرود” في أفريقيا يمثل حالة طوارئ عالمية. وعلى إثرها، عقدت المنظمة اجتماعًا لجنة طارئًا وسط مخاوف من وصول السلالة إلى البلدان المجاورة، حيث يعبر الفيروس القاتل الحدود الوطنية، مع مخاوف من أنه قد يتسبب في تفشٍّ عالمي كبير.
وبعد إبداء منظمة الصحة مخاوفها “الكبيرة” تجاه هذا الفيروس، يبدو أن جدري القردة هو مرض معدٍ يسببه فيروس، أما أعراضه فتكون في أغلب الأحيان شبيهة بالإنفلونزا كالحمى والقشعريرة وآلام العضلات وطفح جلدي يبدأ في شكل بقع تتحول إلى بثور ممتلئة بالسوائل وتشكل هذه البثور في النهاية قشورًا.
مجرد أن تنخفض درجة الحرارة، يمكن أن يظهر طفح جلدي، وغالبًا ما يبدأ على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويكون هذا أكثر شيوعًا على راحة اليدين وباطن القدمين. ما رأيكِ في السياق ذاته أن نتذكر أبرز صور مؤثرة ومعبّرة مع انتشار فيروس كورونا!
ويتغير الطفح الجلدي، الذي قد يكون شديد الحكة أو مؤلمًا، ويمر بمراحل مختلفة قبل أن يتحول أخيرًا إلى قشرة، تسقط لاحقًا. ويمكن أن تسبب الجروح ندبات.
وتختفي العدوى عادة من تلقاء نفسها، وتستمر من 14 إلى 21 يومًا. ويمكن أن تهاجم الجروح في الحالات الخطيرة الجسم بالكامل، وخاصة الفم والعينين والأعضاء التناسلية.
كما أن لـ Monkeypox نوعين مختلفين يُعرفان باسم “الفروع”، وكانت المجموعة الأولى تُعرف ذات يوم باسم فروع حوض الكونغو، والفئة الثانية باسم فروع غرب أفريقيا، وكلاهما يمكن أن يكون قاتلًا على الرغم من أن المجموعة الأولى سجلت تاريخيًا معدل وفيات أعلى.
مع تردد أنباء انتشار “جدري القرود” والإعلان القلق من منظمة الصحة العالمية تجاه هذا الفيروس، اصبحنا نترقب بخوفٍ شديد ما ستحمله الأيام المقبلة على حياتنا الراهنة. وهو ما أعاد إلى أذهاننا، آثار جائحة الكورونا “كوفيد-19” وما حملته من إلغاء جميع الأنشطة من بينها أسابيع الموضة العالمية.
وبعد كل ما ذكر، ومع اقتراب أسابيع الموضة العالمية من انطلاقها في العالم أجمع، هل سيؤثر خبر بدء انتشار “جدري القرود” على الحدث الأبرز عالميًا؟ أم أن جائحة الكورونا السابقة قد علمتنا الكثير عن كيفية إعادة تنظيم الحفل بطرق أكثر صحية وأكثر ملائمة لتفادي الخطر؟ أعتقد أن الجواب سيتحدد مع الأيام المقبلة.
إطلعي أيضًا على الموضة المستدامة في الشرق الأوسط: كيف تفكر العلامات التجارية بطريقة إبداعيّة؟
