نستعرض لكِ اليوم أبرز أفلام فاتن حمامة، الفنانة المصرية الراحلة التي لقّبت بسيدة الشاشة العربية، وأسرت قلوب الجماهير في أيام الزمن الجميل، وما زالت حتى وقتنا هذا. وقد يهمكِ الإطلاع على أصالة تقلّد فاتن حمامة وسعاد حسني وفشلها بذلك يعرّضها للنقد في سعودي أيدول!
في واقع الأمر، لا يوجد ممثلة مصرية امتلكت هذا العدد الضخم من الأفلام السينمائية المهمة مثل فاتن حمامة، ولكنْ بداخل الرحلة الصعبة هناك أكثر من 50 عامًا من السينما، وأجيال متتالية من المخرجين والممثلين والكتاب، وحكايات مختلفة في المكان والزمان والشخصيات.
فيلم “دعاء الكروان” 1959
حكاية مؤثرة بأثر عاطفي قوي، جمل حوارية صار بعضها جزءًا من الثقافة الشعبية في مصر، مشاهد أيقونية لا تنسى، موسيقى أندريه رايدر الرائعة جداً، التعامل مع تيمَة “الحب.. الانتقام” بشكل ناضج وفي قصة مصرية للغاية، إعطاء الأمر روحاً ملحمية عن طريق صوت “الراوية” ثم ختامه بصوت طه حسين نفسه، وبنفس جملة خاتمة الرواية، وصولاً للنهاية ذاتها التي تُحقق عدالة شاعريّة تَليق تماماً بفيلم كلاسيكي، كلها أشياء جعلت هذا الفيلم خالدًا، ولكن قبلها جميعاً كانت هناك فاتن حمامة، والتنقلات الكبرى التي تصنعها في شخصية “آمنة” وتقنعنا أحياناً، بملامح وجهها فقط، بصدق كل ما يحدث.
فيلم “الليلة الأخيرة” 1963
يروي الفيلم قصة سيدة تستيقظ من النوم وتفاجأ بعالم مختلف عما تعرفه، الجميع يعاملها باعتبارها أختها، الزوج والابنة والخدم، وتحاول اكتشاف هل جنت أم أن هناك أسبابًا أخرى لما يحدث؟ سيناريو متقن جداً من الكاتب يوسف السباعي، مع ذروة النضج الفني للمخرج كمال الشيخ في أسلوبه وتعامله مع أفلام الوتر المشدود التي يرغب في صنعها منذ بدايته، فيلم لم يصدأ رغم مرور الزمن، ويضاهي أكبر كلاسيكيات هوليوود قيمةً من ناحية الجودة والإتقان وخلق الإثارة، مع مباراة تمثيلية ثلاثية لم تتوقف إلا مع تترات النهاية بين محمود مرسي وأحمد مظهر وفاتن حمامة.
فيلم “صراع في الوادي” 1954
يوسف شاهين كان عائداً من أميركا بآمال عظيمة وأفكار كبرى، من ضمنها كان هذا الفيلم الذي يتحرك بطموح تقديم فيلم “نوار” في بيئة مصرية بالكامل، يقرر التصوير في صعيد مصر، وبين الآثار، ويمنح تفاصيل الحكاية ربطاً بالريف والأرض والفلاحين، وتنبع جريمة القتل من هذا الصراع وتكون المرة الأولى التي يشاهد فيها المتفرج المصري على شخص بريء يتم إعدامه فعلاً، ثم رحلة الانتقام المشدودة التي تنتهي بأيقونية كأي كلاسيكية سينمائية كبرى. فيلم مهم بحكايته وأثره وتصويره العظيم لأحمد خورشيد، ورغم أن فاتن حمامة ليست ضمن أبرز عناصره (في حضور زكي رستم وفريد شوقي مثلاً) إلا أن قصة الحب بينها وبين عمر الشريف (في الفيلم والحقيقة) من أجمل قصص الحب في السينما.
فيلم “يوم مر ويوم حلو” 1988
كيف أقنع خيري بشارة فاتن حمامة في الستينيات من عمرها أن تنزل معه إلى منطقة شبرا في القاهرة؟ تتنقل في أماكن التصوير العديدة.. وتخالط الأشخاص الذين يفترض أن تكون شخصيتها في الفيلم منهم؟ وتقوم بتجربة لم تعتد عليها في التصوير بالشارع بتلك الكثافة؟
جانب من الأمر هو استعداد فاتن حمامة نفسها للتجريب وترك نفسها لمخرج من جيل مختلف اكتشف نفسه في تلك المرحلة، ولكن الجانب الآخر هو إيمانها بصدق وجودة هذا الفيلم، والذي خرج متجاوزاً ميلودراميات الفقر المعتادة، والتي قدمتها هي نفسها سابقاً لصالح صورة حقيقية وقريبة جداً من الحياة وتفاصيلها.
فيلم “الحرام” 1965
حين عرض هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” عام 1965، وصفه أحد النقاد بأنه “أكثر فيلم يحمل روحاً مصرية شاهده في حياته”، وكان المقصود تحديداً هو مقدار الصدق في نقل تفاصيل الحياة الريفية، والتي لم تأتِ في فيلم آخر مثلما جاءت في هذا الفيلم. القصة الميلودرامية المقتبسة عن رواية ليوسف إدريس، عن جنين يجده أهالي قرية في الحقل ويبدؤون في تتبع من هم أهله، ومن خلال ذلك يتساءل الكاتب “ما هو الحرام فعلاً؟ وفي عرف من؟” تلك القصة كانت نابضة جداً بالحياة مع هنري بركات، وفاتن حمامة في واحدة من ذرواتها الأدائية. وإليكِ اختلافات ما بين مسلسل امبراطورية ميم وفيلمه السابق فما هي؟
فيلم “الباب المفتوح” 1963
رواية لطيفة الزيات التي تعتبر من أكثر الروايات تعبيراً عن المرأة في تاريخ الأدب المصري تقتبس هنا في فيلم رائع، عن ليلى التي تحاول اكتشاف نفسها وما تؤمن بها ومكمن قوتها الداخلية عبر المرور بثلاث قصص حب قبل أن تصل لسلام نهائي. حوار شديد الذكاء وتفاصيل حكاية صادقة، والأهم فاتن حمامة التي تمنح الشخصية كل تقلباتها وعمقها الداخلي.
فيلم “نهر الحب” 1960
ثلاثي هذا الفيلم “فاتن حمامة.. عمر الشريف.. المخرج عز الدين ذو الفقار” هو ثلاثي أيضاً في الحياة الحقيقية، حيث كانت “حمامة” متزوجة من “ذو الفقار” قبل طلاقها وزواجها من “الشريف”، وداخل الفيلم يحكون أيضاً عن مثلث حب ثلاثي مقتبس عن رواية أنا كارنينا في اقتباس مصري ذكي جداً، عن السيدة التي تترك زوجها الكبير في السن وتحب شاباً صغيراً، كل تلك التفاصيل منحت التجربة كلها روحاً مختلفة وفي النهاية أصبح كلاسيكية رومانسية مهمة في السينما المصرية.
فيلم “المنزل رقم 13” 1952
لم تختلف فاتن حمامة كثيراً منذ أن كانت ممثلة شابة في العشرين أو ممثلة عظيمة في الستين، في كلتا الحالتين كانت تقف بجانب مخرجين جدد وتخوض تجارب ورهانات مختلفة، من أهم تلك الرهانات كان قرارها العمل مع المخرج كمال الشيخ الذي أصبح فيما بعد من أهم مخرجي مصر، في عمله الأول، الإثارة النفسية المختلفة عما كان يقدم في مصر حينها، عن الطبيب النفسي الذي يستغل مريضًا عنده لتنفيذ جريمة عن طريق تنويمه مغناطيسياً، ووجود فاتن حمامة كبطلة كان سبباً لإنتاج الفيلم من الأصل.
فيلم “امبراطورية ميم” 1972
واحد من أجمل الأفلام الاجتماعية التي قدمتها السينما المصرية، فرضية ذكية عن الأسرة الكبيرة التي تقرر إجراء انتخابات داخلية لاختيار المسؤول عنها بدلاً من الأم، ومن خلال شخصيات ومواقف وتفاصيل مختلفة وتصاعد الحدث عن طريق الانتخابات يكتشفون ونكتشف الكثير عنهم والكثير بينهم.
فيلم “أرض الأحلام” 1993
آخر أفلام فاتن حمامة في السينما هو فيلم جميل، تقوم فيه بدور سيدة كبيرة في السن ستهاجر إلى أميركا، ولكن في الليلة الأخيرة قبل سفرها تكتشف فقدانها لجواز سفرها، وتخوض رحلة قاهرة غير متوقعة من أجل استعادته. الفيلم حميمي للغاية منحته فاتن حمامة الكثير من الثقل، خصوصاً مع التناغم المميز بينها وبين ممثل من جيل آخر مثل يحيى الفخراني. وفي الختام، إليكِ صيحات خالدة لفساتين الزفاف وإطلالات العروس بتوقيع فاتن حمامة.