نخبركِ اليوم عن عرض الأزياء بالذكاء الإصطناعي يجتاح عالم الموضة، حيث لاحظ عشاق خطوط الأزياء، دخول هذه التقنية التي نقلت العروض إلى مستوى إبداعي آخر. وسبق أن أخبرناكِ عن مسابقة ملكة جمال الذكاء الإصطناعي حقيقة أم خيال؟
يقتحم الذكاء الإصطناعي مفاصل حياتنا برمتها، وهو ما يفسّر دخوله عالم الموضة بقوة، فضلًا عن تسجيله نموا متسارعًا بدءًا من التصميم إلى التصنيع وحتى عمليات البيع والشراء.
شركات عالمية باتت تعتمد الذكاء الإصطناعي
سجل الذكاء الاصطناعي العالمي، بحسب التقارير الصادرة مؤخرا، معدل نمو سنوي مركب يتراوح بين 38 إلى 40 بالمئة، وذلك خلال المدة التي تتراوح بين عامي 2022 ,2024.
هذا الدور الكبير الذي يحتله الذكاء الاصطناعي في عالم الموضة، يتضح بأشكال عديدة، فعلى سبيل المثال تطبيقات شراء الملابس الغنية بالخوارزميات التي تطرح لك تفضيلاتك التي تحبينها، بالإضافة إلى تطبيقات تصميم الأزياء التي باتت تستطع توقع اتجاهات جديدة للموضة، وأيضا الروبوتات والآلات التي تتقن الحياكة وصناعة الملابس بجودة عالية، وتقنيات الـ “في آر” التي تمكنكِ من تصورها على نفسك قبل أن تشتريها. ويبدو أن المتابعين يطرحون استفسارًا متواصلًا، هل ستحل الروبوتات محل البشر؟
وفي المقلب الآخر، يعتبر تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعات الإبداعية، موضوع أثار قلقا واسع النطاق بشأن فقدان الوظائف وموت الخيال، وعالم الموضة ليس استثناء.
وعلى سبيل المثال، لاحظنا في أسبوع الموضة في لندن، والذي احتفل بالذكرى الأربعين للحدث، يعرض مجموعة من الأزياء التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي وقد أعرب المطلعون على الصناعة عن تفاؤل متزايد بشأن ما يمكن أن تفعله التكنولوجيا للقطاع من تحسين التنوع إلى تقصير المسار من مكتب التصميم إلى أرضية المتجر.
ويعتقد ماثيو درينكووتر، رئيس وكالة الابتكار في كلية لندن للأزياء، أن الذكاء الاصطناعي سيثبت أنه “أداة مفيدة للغاية” للعمليات الإبداعية وللصناعة ككل. “لقد فتحت الباب أمام مسارات غير تقليدية في صناعة الأزياء للأشخاص الذين لم يتمكنوا من الدخول فيها من قبل لأنه، دعونا نواجه الأمر، يمكن أن يكون لدى الصناعة تصور بأنها نخبوية تمامًا وحصرية تمامًا، وصناعة باهظة الثمن ندخل. كنا قد أخبرناكِ سابقًا عن الذكاء الاصطناعي يتخيّل السعودية في صور مذهلة بين الماضي والحاضر، فأيّها واقعي؟
وتستخدم علامات تجارية مثل Heliot Emil وZara وH&M بالفعل الذكاء الاصطناعي للتحكم في سلاسل التوريد، فهم يؤكدون بأنها تعزز الاستدامة من خلال تقليل المخزون الزائد والهدر.
تستخدم العديد من العلامات التجارية أيضًا الذكاء الاصطناعي للمساعدة في عمليات التصميم، من خلال صور الملابس التي يتم إنشاؤها من خلال المطالبات المكتوبة، وتصور المواد والأنماط المختلفة. يتيح ذلك للمصممين اتخاذ قرارات مستنيرة قبل إنتاج الملابس فعليًا.
توقعت شركة ماكينزي الاستشارية العام الماضي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي (وهو المصطلح الذي يشير إلى التكنولوجيا التي يمكنها إنتاج صور ونصوص ومقاطع صوتية مقنعة من خلال مطالبات بشرية بسيطة) يمكن أن يضيف ما بين 150 مليار دولار إلى 275 مليار دولار (120 مليار جنيه إسترليني إلى 220 مليار جنيه إسترليني) إلى الأرباح التشغيلية للأزياء في القطاعات الفاخرة خلال الثلاث إلى الخمس سنوات القادمة. ومن المتوقع أيضًا أن يكون التنبؤ باتجاهات الموضة المستقبلية وإنشاء تجارب افتراضية باستخدام الذكاء الاصطناعي قاب قوسين أو أدنى.
تقنية ستنافس المبدعين الحقيقيين
بالعودة إلى بداية ابتكار تقنية الذكاء الإصطناعي في تصميم الأزياء، لا بد أن نذكر كالفن وونغ، وهو مدير برنامج الذكاء الاصطناعي والذي يتولى إدارته مصمم أزياء، ويُعرف باسم “مساعد تصميم الأزياء التفاعلي القائم على الذكاء الاصطناعي” أو اختصارا “أيدا” (AiDA)، وهو أول تقنية في السوق تمكن مصممي الأزياء، من العمل مع الذكاء الاصطناعي لإنشاء تصميمات أصلية.
هذا البرنامج يستخدم تقنية هدفها التعرف على الصور، للانتقال بسرعة كبرى من مسودة رسم التصميم الأولى إلى مرحلة عرض الأزياء.
كما يعتمد في خططه الأساسية، على الإلهام الأصلي للمصمم وأسلوبه الشخصي لإنتاج إبداعات فريدة، من خلال استخدام العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بما في ذلك تقنية استخلاص الألوان التي يمكنها التمييز بدقة بين أكثر من 2300 لون.
ويبدو أن “ايدا” يمكنه التعرف على إلهام المصمم من خلال صور لوحة التفضيلات الخاصة بكل مصمم، والتي تعتمد على خيارات الألوان ومطبوعات القماش والرسومات لإنشاء مجموعات أزياء جديدة تقريبا في 10 ثوان فقط، مما يقلل من وقت تطوير مجموعة التصميمات ككل.
وهو ما أكده مدير البرنامج وونغ في حديث صحافي سابق بقوله: “مصممي الأزياء يحمّلون على البرنامج رسوم الأنماط المطبّعة والألوان التي يعتزمون استخدامها ومسودة رسومهم الأولى، بعد ذلك، يمكن لأداتنا التعرف على عناصر التصميم هذه وتقديم اقتراحات للمصممين لتحسين تصميمهم الأولي وتعديله”.
ويشدد كالفن وونغ على أن هذه الأداة تهدف إلى “تسهيل وحي” المصممين، لكنها ليست “بديلا لإبداعهم”، ويضيف “يجب أن نولي الأهمية الكبرى للإبداع الأصلي للمصمم”.
ويدير وونغ مختبر الذكاء الاصطناعي في التصميم “أيد لاب”، وهو مشروع بحثي مشترك بين الكلية الملكية للفنون في المملكة المتحدة وجامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، حيث يعمل أستاذا لمادة الأزياء.
ختامًا، قد يهمكِ الإطلاع على الذكاء الإصطناعي يولي صحة المرأة أهمية خاصة عن طريق خاتم “ايفي”.