يستمر معرض Urban Layers لمصوّر الموضة والمشاهير محمد سيف Mohamad ٍSeif حتّى الثاني عشر من يوليو في بيروت، حيث يعبق المكان بعبير الموضة والإبداع والتميّز وسط صور مستلهمة من مواقع مختلفة حول العالم مثل نيويورك وميامي وباريس وبيروت، مشكّلة عصارة خبرة محمد في مجال فن التصوير، وتميّزه بين أبناء جيله.
محمد الذي ارتبط اسمه بأجمل صور الموضة والمكياج، والذي نقل بعدسته صور أجمل المشاهير العرب، التقته ياسمينة على هامش معرضه، وكان لنا معه حديثا عن هذا الفن الاستثنائي وتجربة غنيّة جدا عمرها أكثر من 15 عاما.
مبروك Urban Layers وهو المعرض الثاني لك في بيروت، ماذا تخبرنا عما يميّزه، وما هي أصداءه؟
صحيح هو المعرض الثاني لي، الأوّل كان في العام 2017 حيث كان التركيز فيه على الجمال وتمّ بالتعاون مع خبير التجميل بسّام فتوح، أما Urban Layers فهو تجربة مختلفة تماما، والعمليّة فريدة من نوعها في كافة النواحي، حيث أدمج وسائل مختلفة لنقل رؤيتي الفنية،من خلال الجمع بين تصوير الأزياء وفن الماكياج والواجهات الحضرية والطلاء الأكريليكي والطلاء بالرش، تبدأ الرحلة بصورة أزياء مطبوعة، ثمّ نمزجها مع مواد فنية أخرى على جدران المدن التي سبق لي وزرتها، لتأتي الخطوة الأخيرة في تصوير القطعة المعدلة مرة أخرى وطباعتها على القماش.
جمع يوم افتتاح المعرض نخبة من المبدعين في عالم الموضة والمكياج والتصوير، وكلهم أثنوا على اعمالك الاستثنائية، ما هو سر النجاح والاستمرارية؟
يفرحني جدا هذا الثناء، ويزيد من مسؤوليّتي، خصوصا أنّني بدأت التصوير منذ 16 عاما مع المشاهير وفي مجالي الموضة والجمال، وحينها كان هناك جيلا يسبقني، ثمّ عملت مع أبناء جيلي، واليوم هناك جيل جديد دخل المعادلة، أحمد الله أنّني كسبت رهان البقاء وسط ثلاثة أجيال مختلفة، وأظن أنّ النجاح والاستمرارية يعودان إلى أمرين، الأوّل هو تطوير الذات والمهارات وعدم التوقّف عن التعلّم والبحث عن كل جديد، والثاني، ولعلّه من الأمور التي أعتبرها بصمة أتركها في عملي خصوصا مع المشاهير هو السعي الدائم لإظهار أجمل ما فيهم بصورة طبيعية، أي الجمال الذي نراه بالعين المجرّدة، وقد يصعب على عدسة الكاميرا، هذا تماما ما أحرص أن أفعله دوما، محافظا على الرقي في نقله.
اذا اردت وصف رحلتك في عالم التصوير بثلاث كلمات ماذا تقول؟
الطموح، الإصرار، والنجاح.
عدستك التقطت صورا لأجمل نجمات العالم العربي، صف لنا امام الكاميرا كل من رحمة رياض، نادين نجيم، اسيل عمران، نانسي عجرم، منى زكي، هيفا وهبي، اليسا، ناصيف زيتون؟
العمل معهم جميعا هو نجاح بحد ذاته، وأفضّل عدم الدخول في وصف كل منهم على حدة، فلكل نجم تميّزه أمام الكاميرا.
من هي النجمة العالمية التي تحلم بتصويرها؟
لم يعد الأمر حلما كما كان في السابق، فاليوم يمكننا تصوير أي نجمة عالمية في أي مناسبة أو أسبوع موضة، او أي حدث ينظّم في بلادنا العربية مثل الإمارات العربية المتحّدة والمملكة العربية السعوديّة وغيرهما.
هل العمل مع عارضات الازياء اسهل من النجمات؟
نعم، العمل أسهل لأنّ أساس عملهنّ هو التصوير، ورغم تقلّباتهنّ المزاجيّة أحيانا، إلا أنّ النتيجة المطلوبة غالبا ما نحصل عليها.
اي شخصية سياسية او اجتماعية او حتى من اسر العائلات المالكة تحب تصويرها؟
عملت مع العديد من الأسر المالكة ولكن الصور خاصة وغير منشورة، إذا أردت الاختيار أقول أنّ الملكة رانيا هي من الشخصيّات التي أتمنى أن تكون في قائمة صوري.
هل تقبل ان تكون صورتك خاضعة لاي قواعد، ام تملك الحرية الكاملة في التقاطها؟
حين أعمل مع مصمم أو شخصية معروفة، لا بدّ من مراعاة الهويّة والمعايير الخاصة بهم، فبعض الأشخاص يقبلون بأمر ما، البعض الآخر لا يقبلون بأمر آخر، أنا في العمل لست عنيدا وأحاول أن أكون مرنا لأحصل على النتيجة المطلوبة، من أجل إرضاء الطرفين. أما إذا كنت أود العمل على أي مشروع بحرية مطلقة، أعمل فيه على نطاق فردي.
ماذا كانت أحدث جلسة تصوير لك في المملكة العربية السعودية؟
أحدث جلسة تصوير في المملكة كانت مع الفنانة نوال الكويتية في العلا.
في زمن السوشل ميديا، هل فقدت الصورة الجميلة او المتقنة قيمتها؟ خصوصا ان الجميع تحولوا الى مصورين؟
هذا الأمر صحيح، فالصورة التي تضاعفت أهميّتها في الزمن البصري، فقدت قيمتها الحقيقية، لأنّ ببساطة المعايير التقنية والنوعيّة التي كانت مقاييس في السابق لم تعد موجودة في أيّامنا هذه. فالسوشيل ميديا وقدرة الموبايل المذهلة ساهما في التقاط صورة جميلة جدا بيد أي شخص غير محترف، منذ حوالي سبع سنوات، كان هناك سوشيل ميديا ولكن لم يكن هناك الكم الهائل من الصور والمحتوى، لأنّه لم يكن بمقدور أي شخص التقاط صور بمعايير تقنية عالية ودقيقة، أما اليوم فالأمر اختلف، من الممكن التقاط هذه الصورة، وليس بالضرورة أن تكون فنيّة جدا، إلا أنّ النظر صار مشبعا، والإبهار صار أصعب، مما جعل أخذ صورة تتميّز في ظل هذا الكم هو تحد حقيقي!
كيف صارت الصور في زمن الفيلتر والتطبيقات وكل ما افقدها صدقها؟
الفيلتر الذي صار يتم بكبسة زر وجزء من الثانية كان يتطلّب سابقا ساعات طويلة، المؤسف أنّ الناس صار لديها نظرة غير طبيعية لمفهوم الجمال أو للشكل الطبيعي للانسان، فالضغط على كبسة زر في ثانية واحدة تجعل الانسان مختلفا، وفي نهاية الأمر، هذه من بدع الذكاء الاصطناعي الذي يضع الصورة في قالب محدد للجمال، حتى العالم جميعهم بدأوا يشبهون معهم. أجد ما يحصل اليوم غير منطقي وتغيّر التصوّر الحقيقي أو الإدراك الدقيق للجمال الطبيعي غير طبيعي، والأسوأ أنّ الناس أصبحوا للأسف يعتبرون الصور من دون فلتر أمرا خاطئا.
سؤال أخير، مَن من المصوّرين العالميين تحب عملهم؟
أحب عمل كل من المصورين Steve McCurry و Mert Alas.