تحدّث طبيب التجميل جورج زيادة في لقاء له مع موقع ياسمينة عن أنواع تجاعيد بشرة الوجه، مشيرًا إلى ضرورة التفرقة بينها، والطرق الأنسب لعلاج كلّ منها.
التجاعيد هي من الشوائب التي لا تعالجها الكريمات بشكل كامل، إنّما تخفّفها، وعلاجها يكون وفقًا لنوعها. فتعرّفي مع الدكتور جورج زيادة عن كل ما كشفه عنها.
التجاعيد تختلف وفقًا للعوامل المسبّبة لظهورها
يشير الدكتور زيادة، إلى أنّه “علينا أن نفرّق بين التجاعيد الناتجة عن تحرّكات عضلات الوجه التي تحدث عند نكرّر قيامنا بتعابير معيّنة، مثل الضحك، رفع الحواجب وغير ذلك“.
ويتابع، “النوع الثاني منها، هي تلك التي تحدث مع الوقت بسبب عوامل أخرى، مثل الطقس، التغيرّات بالكولاجين والإيلاستين، والتي ينتج عنها خطوطًا رفيعة على الجلد، والمعروفة بالـ Fine Wrinkles”.
“أمّا النوع الثالث من التجاعيد الكبيرة، والتي تحدث مع ترهّل البشرة والأنسجة والأربطة والعضلات فيها، إضافة إلى طبقة SMAS التي هي اختصار لعبارة Superficial Muscular Aponeurotic Surface”.
الطرق الأنسب لعلاج التجاعيد الناتجة عن حركات عضلات الوجه
كشف الدكتور جورج زيادة عن أنّ “أفضل علاج للفئة الأولى من التجاعيد، والتي تظهر نتيجة حركة العضلات المتكرّرة في الوجه، تكون من خلال تخفيف حركة العضلات”.
ويتابع “هنا يأتي دور البوتوكس لعلاج هذه التجاعيد، التي تظهر غالبًا على الجبين، محيط العينين، وكذلك الخطوط الرفيعة التي تظهر في المنطقة السُفلى من الوجه، مثل محيط الفم والتي تُعرَف باسم Smoker’s Lines، أو تلك التي تظهر بين الشفّة العلويّة والأنف”.
“البوتوكس هو أيضًا الحلّ المثاليّ للتجاعيد التي تظهر أسفل الفم والمعروفة بالـ Marionette Lines، فتسبّبها حركة العضلات القويّة أسفل الوجه والمعروفة بالـ Depressor Anguli Oris والتي تشدّ أطراف الشفاه إلى الأسفل.”
“العلاج نفسه هو الأنسب للتجاعيد الناتجة عن صرير الأسنان التي تسبّب تحرك عضلات معروفة بالـ Masticator Muscles.”
وخلال حديثه عن هذا النوع من التجاعيد، تطرّق الدكتور جورج زيادة إلى الخطوط الرفيعة التي تظهر بفعل تحرّك عضلات العنق المعروفة بالـ Platysma، والتي يتمّ علاجها بالبوتوكس، والذي أشار إلى أنّه يمكن حقنه في مختلف مناطق الوجه.
الطرق الأنسب لعلاج التجاعيد الناتجة عن التغيّرات التي تحدث مع مرور الوقت
بالنسبة لعلاج الـ Fine Lines الناتجة عن تغيّرات مختلفة في البشرة وأخرى خارجيّة مثل الطقس، فيؤكّد أنّ “طرق علاجها تختلف، والهدف يكون لزيادة نسبة فرز الكولاجين والإيلاستين ولملء الفراغات الواضحة للخطوط الرفيعة، وبالتالي التمتّع ببشرة نقيّة.”
وقد شرح ذلك، بقوله “لتعزيز فرز الكولاجين والإيلاستين، يمكن الاستفادة من علاجات عدّة، أبرزها محفّزات البشرة، المايكرونيدلينغ أي الوخز بالإبر الصغيرة والتي يمكن الاستفادة خلالها أيضًا بخصائص أجهزة تعزّز مفعولها، مثل الـ Radio Frequency، والتي هي عبارة عن حرارة معيّنة تساهم بإفراز الكولاجين على مرّات أكثر من المايكرونيدلينغ.”
ومن العلاجات الأخرى التي ذكرها أيضًا، الـ Polynucleotides، وهي عبارة عن أحماض أمينيّة مستخرجة من سمك السلمون، والتي يتمّ حقنها في البشرة لتعزيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين. وتحدّث أيضًا عن علاج الـ Exosomes الذي يساعد على إفراز الكولاجين وتجدّد البشرة.
إضافة إلى ذلك، ذكر علاج الـ Growth Factors، أي عوامل النموّ، والتي تكون إمّا عن طريق حقن البلازما، أي الـ PRP، التي تتمّ من خلال سحب الدم من الشخص نفسه وفصل البلازما ومن ثمّ عنصرًا معيّنًا من البلازما الغنيّة بعوامل النمو، ومن ثمّ حقنها في البشرة، مشدّدًا على ضرورة القيام بذلك بخطوات مدروسة لتحقيق أفضل العوامل.
النوع الآخر من الـ Growth Factors، يكون مستخرجًا من النباتات ومحفوظًا في أمبولات جاهزة لحقنها في البشرة، وإزالة الخطوط الرفيعة وتجديد البشرة.
ومن عوامل النمو الأخرى، أشار إلى أنّ الخلايا الجذعيّة هي نوع آخر، والتي تعدّ من العلاجات المهمّة، والتي تُستخرج من النباتات، ولكن الأفضل من بينها، هي المأخوذة من دهن الشخص، والأماكن التي تعطي أفضل أنواع الدهون، هي المعدة والجهة الداخليّة من الفخذ. وهذه التقنيّة تجدّد الكولاجين، تعالج الخطوط الرفيعة وتعطي تأثير التألّق.
ومن أكثر العلاجات فعاليّة أيضًا، حقن الـ Profhilo التي تكون معزّزة بجرعة عالية من الهيولارونيك أسيد، تؤدّي دورًا مهمَّا بتعزيز الماء والإيلاستين والكولاجين في البشرة، لتخفيف التجاعيد الرقيقة، وتحفيز نضارة الوجه.
وإضافة إلى تجديد الخلايا، أكّد الدكتور جورج زيادة، أنّه “يمكن قشر البشرة لإزالة طبقة الجلد السطحيّة للحصول على أخرى جديدة، والذي يكون إمّا كيميائيًّا، والذي يكون إمّا سطحيًّا، أو متوسّطًا أو عميقًا، ولكلّ منها حسناتها وسيئاتها، وفقًا للحالة، مع ضرورة تحضير البشرة بالشكل السليم قبل ذلك لتحقيق النتائج المرغوبة.
أمّا النوع الآخر من التقشير، فيكون عن طريق العلاج بالليزر المتوافر بأنواع عدّة، والتي تستهدف الطبقة السطحيّة للجلد، لإزالتها بعمق معيّن لضمان عدم إحداث الضرر بالطبقة العميقة، إنّما إزالة الطبقة المطلوب التخلّص منها فحسب، وبالتالي الخطوط الرفيعة.”
وتجدر الإشارة، إلى أنّ تقشير الوجه هو من العلاجات التي عليك ألا تقومي بها في الصيف.
وأخيرًا، لفت النظر إلى أنّ “الوجه يحتاج أحيانًا إلى فرز نسبة أعلى من الكولاجين، وتتمّ عند ذلك الاستعانة بمنتجات مثل الـ Calcium Hydroxylapatite أي الـ Radiesse، والـ Sculptra الذي هو عبارة عن Polylactic Acid، أو الـ Goury والـ Ellanse أي الـ Polycaprolactone. كلّ هذه، هي منتجات أقوى بكثير على البشرة لكنّها تفرز الكولاجين بنسبة عالية جدًّا.”
ويتابع “بهذه الطريقة، نحصل على تأثير الـ Lifting، وهذا يعني أنّ البشرة تصبح مشدودة إنّما غير مرفوعة.”
الطرق الأنسب لعلاج التجاعيد الناتجة عن الترهّل
أوضح الدكتور جورج زيادة، أنّ هذا النوع من التجاعيد يحدث بسبب الترهّلات الناتجة عن عدّة عوامل، أبرزها فقدان الوزن، ترهّل الأربطة والأنسجة، الجاذبيّة التي تشدّ الجلد للأسفل، أو وراثيّة لدى الأشخاص الذين ورثوا جينات تتسبّب بخسارة فئات تقاسيم الدهن الموجودة في الوجه بشكل أكبر من المعتاد في مناطق معيّنة.
“بفعل هذه الترهّلات، تظهر تجاعيد في الخطّ الموجود أسفل العين، وذاك الموجود قرب الأنف، والمعروفة بالـ Marionette التي تظهر أسفل الفم، والتي تُعطي مظهر “الوجه الحزين”، إذ يبدو من يمتلكهم حزينًا في حال عدم ابتسامه.”
“هذه التجاعيد العميقة، يجب علاجها من خلال ملئها بالفيلر أو بالدهون، مع الحرص على أن يتمّ ذلك دون جعل التجاعيد تبدو منتفخة، لأنّ إحداث تأثير الـ Lifting يٌفقد الملامح مظهرها الطبيعيّ، ولو أعطى النتائج المطلوبة.”
“وتكمن الإفادة أيضًا بعلاجها من خلال الـ Skin Tightness، المشابهة لشدّ الوجه بالخيوط، وهو علاج يشدّ البشرة دون إحداث تأثير Lifting عالٍ، إنّما يرفع الوجه بطريقة طبيعيّة.
“ومن العلاجات الفعّالة لرفع الوجه، أجهزة مخصّصة لشدّ الجلد، والتي تعمل على أنظمة مختلفة، وأبرزها تلك التي تعمل على الحرارة العالية التي تساعد على شدّ الأنسجة. الـ Hifu والـ Ulthera هما من بين هذه الماكينات، واللتان تعطيان حرارة لغشاء العضلة وتشدّها، وكذلك جهاز الـ Morpheus 8”
وقد تابع قائلًا “إضافة إلى توزيع هذه الحرارة خارج الجلد، يمكن توزيعها أيضًا أسفل الجلد، باستخدام الـ Subdermal Radio Frequency، أو أجهزة توفّر الـ Subdormal Laser، بهدف منح الأنسجة الداخليّة حرارة تشاهم بشدّها.
3 أقسام من التجاعيد الناتجة عن الترهّل
كذلك، ذكر الدكتور زيادة أنّ الجراحة هي حلّ آخر لإزالة الجلد الزائد ورفع الأنسجة. وهنا، أوضح أنّ ترهّل الوجه ينقسم إلى ثلاث أقسام.
القسم الأوّل هو الترهّل البسيط، والذي يمكن علاجه باستخدام Hifu والـ Ulthera والخيوط، إضافة إلى Implants من السيليكون أو التيتانيوم، الذي يتمّ لدى من لديهم فراغًا كبيرًا في مناطق في الخدود أو الذقن أو خطّ الفكّ، لتعبئة هذا الفراغ وإعطاء بنية جامدة للعظمة وشدّ الأنسجة.
القسم الثاني هو الترهّل المتوسّط، والذي يتمّ علاجه بالـ Subdermal Radio Frequency، أو أجهزة توفّر الـ Subdormal Laser، وبالخيوط المتقدّمة التي تعمل على المدى الطويل، وهي مصنوعة من البوليلاكتيك أسيد، والـ بوليكابرولاكتون، وهي مختلفة عن خيوط الـ PDO التي لا يطول مفعولها.
القسم الثالث هو الترهّل المتقدّم، والذي لا يكون حلّه سوى بالجراحة دون اي بديل آخر، وهذه الجراحة تنقسم على فئات عدّة، وهي
- لـ Scarless Facelft، هي عبارة عن جراحة مخفيّة، بحيث يتم الشدّ من خلال إحداث جروح داخل خطّ الشعر لشدّ الجهة العلويّة، وخلف الأذنين لشدّ الفكّ والعنق، وإزالة الجلد الزائد.
- الـ Mini Lift، هي إحداث الجروح التقليديّة، خلف الأذنين وداخل الشعر، وشدّ غشاء العضل على نقاط ثبات.
- الـ Extended Facelift، إحداث الجروح التقليديّة، ولكن يتمّ الوصول من خلالها إلى حوالي 4 أو 5 سنتيمترات تحت العضل لرفعه بطريقة عاموديّة وتثبيته على العظام، ورفع ذاك الموجود على خطّ الفكّ أفقيًّا لتثبيته خلف الأذن، وهذه التقنيّة معروفة أيضًا بالـ Hollywood Lift، وإنّها التقنية الأفضل لإخفاء التجاعيد الكبيرة.
وختم طبيب التجميل جورج زيادة المقابلة، بتسليط الضوء على أهميّة دور الطبيب بتشخيص نوع التجاعيد، وفقًا لحجمها، نوع الترهّل، نوع التجاعيد، ليتمّ تطبيق العلاج الأنسب، وبما يُعطي الشخص بشرة مشدودة مع الحفاظ على الملامح الطبيعيّة.