تستكمل ياسمينة سرد قصص من واقع تبعات فيروس كورونا، الذي انتشر في أنحاء العالم بشكل سريع، وغير حسابات ومخططات الكثيرين، حيث كانت المملكة من أسرع الدول باتخذها سلسلة من الاجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا
حيث كان من تبعاتها تعليق الرحلات الدولية، والتي على إثرها علق العروسان سماح وعبد العزيز في شهر عسلهما، ولم يتمكنا من العودة للوطن، تفاصيل سترويها سماح عن رحلتها والظروف التي أدت إلى تغيير مسار مخططاتها، والتي تشابه إلى حد كبير قصة ليلة العُمر التي ألغيت بسبب كورونا.
> خططنا بدقة لقضاء شهر عسل مدروس من كافة النواحي
استهلت سماح بقولها:" اُقيم حفل زفافي في يوم20 فبراير من العام الحالي، وقبل الزفاف بأشهر كنت أخطط أنا وزوجي عبد العزيز لشهر عسل مميز ولا يُنسى، ومن بين كل دول العالم، وقع اختيارنا على ماليزيا، وذلك تبعاً لعدة عوامل كان من أهمها دراسة زوجي بها ومعرفته الجيدة بكل الأماكن المميزة لقضاء شهر عسل جميل ومدروس من كافة النواحي، وفي يوم22 فبراير وصلنا إلى مدينة كولالمبور، وقتها كانت الأخبار عن فيروس كورونا غير مقلقة بالنسبة لنا، لاعتقادنا أنها محصورة بالصين وكان هناك عدد حالات بسيط جداً في ماليزيا، ذلك بالإضافة لأننا لم نتعامل مع الموضوع بجدية نهائياً، وكنا نتنقل بين الجزر الماليزية الساحرة، ونمضي معظم أوقاتنا بنشاطات مختلفة"، وحول الحديث عن ذلك أطلعي معنا على أبرز فوائد شهر العسل وتأثيره على العروسين.
> لم نكترث لتحذيرات العائلة ولم نأخذ موضوع كورونا بجدية
تابعت:" كنا بمعزل عن الأخبار ولم يكن الوضع العام بالجزر مُقلقاً أبداً، وحين كانت عائلتي وعائلة عبد العزيز يتصلون للاطمئنان علينا، كانوا يحاولون تحذيرنا ودفعنا للرجوع في أقرب وقت، ولكن وقتها لم تكن الحالات في ماليزيا قد تجاوزت ال 100 حالة، وكانت الأخبار المحلية غير مقلقة، لذلك قررنا عدم الاكتراث ومتابعة مخططنا للعودة في يوم 15 مارس، وعلى الرغم من كوني شخصية قلوقه بعض الشيء إلا أنني شعرت بكثير من الراحة وبالذات لكون زوجي ملم بشكل واسع بكل الأماكن وعلى معرفة بكيفية التعامل مع الشعب، وبقيت مطمئنة إلى يوم 12 مارس، أي قبل موعد عودتنا بثلاث أيام".
بداية تسلل القلق
توالت العديد من الأخبار عما تقوم به المملكة من اجراءات احترازية ضد انتشار الفيروس، والتي كان من أهمها تعليق أقامة الأفراح والمناسبات، وقتها تسلل الخوف لقلب سماح التي أصبحت تتابع كل المستجدات بترقب وخوف، حيث قالت:" بعد شعوري بالقلق والخوف، طلبت من زوجي تقديم حجزنا للعودة، خوفاً من تعليق الرحلات القادمة من ماليزيا، وقتها قام زوجها بالإتصال على السفارة السعودية هناك، والتي أكدت أن ماليزيا ليست من ضمن الدول التي تم تعليق رحلاتها للمملكة"، ومع بقاء يومين فقط على العودة زال قلقها نسبياً، وانشغلت في شراء الهدايا والتذكارات لعائلتها وعائلة زوجها.
الصدمة قبل موعد السفر بيوم واحد!
وقبل موعد عودة العروسين بيوم واحد جاء خبر تعليق المملكة لكافة الرحلات الدولية، وقتها علمت سماح ذلك عن طريق رسالة واتس أب، لتتخبط مرتعبة وتبحث عن مصدر موثوق لتأكد من صحة الخبر، وبعد أن تأكدت من الخبر قالت:" أنهرت من البكاء والقلق، ولم يتمكن زوجي وقتها من تهدئتي، وكنت أتصل على والدتي التي أخبرتني بأن الوضع مؤقت وأنه سيزول خلال أسبوعين، وقتها بدأ زوجي بالقلق أكثر حول موضوع المال، فالميزانية التي خصصناها لشهر العسل شارفت على الانتهاء، وحجز الفندق سينتهي في صباح يوم الغد، وقتها قرر زوجي أن ننتقل إلى فندق أقل سعراً، وبدأنا نقلق حول مصروفتنا في الأيام القادمة".
حل الأزمه
بعدها تابعت سماح قولها:" علم زوجي من خلال عدد من أصدقاءه المتواجدين هنا في ماليزيا أن السفارة السعودية تكفلت بعدد من المواطنين العالقين في ماليزيا من الطلبة والعائلات، وقتها تم التواصل معهم وبشكل سريع تم ترتيب موضوع اقامتنا في إحدى الفنادق ولله الحمد، كما تم التكفل بكل ما يتعلق من متطلباتنا، وتقديم وجبات الطعام الثلاث يومياً إلى باب غرفتنا بالفندق، وهذا ما أشعرنا بالإمتنان لوطننا الذي لا تسعنا كلمات الشكر لأداء حقه، وحالياً نترقب _بعون الله_ ترتيبات وزارة الخارجية لعودتنا سالمين، حيث قدمنا طلباً من خلال موقهم الالكتروني الذي أطلق خدمة لتسهيل عودة المواطنين السعوديين الراغبين في العودة من الخارج.