مع ازدياد وتيرة التطوّر العلمي والتقدّم الاجتماعي، ارتفع مع الاسف منسوب التوتر لدى الشعوب، فاستبدل المجتمع حياته الهادئة التي تقوم على التوازن ما بين العمل والعائلة، بحياة أخرى سريعة الوتيرة تتداخل فيها الحياة الاجتماعية بالحياة المهنية والتكنولوجية والوهمية التي خلقتها منصات مواقع التواصل الاجتماعي. ومع هذا التحوّل، ارتفعت نسبة الامراض ومشاكل الصحة، وعلى رأسها أمراض القلب التي يكشفها تحليل الدم. ما طرح سؤالا منطقيا: هل التوتر يسبب امراض القلب؟
أشارت دراسة علمية حديثة الى أن التوتر والجُهد الذي يبذله الانسان بشكل يومي أو مستمر تزيد من خطر إصابته بأمراض القلب والشرايين.
في التفاصيل وجد أطباء في جامعة هارفرد الاميركية أن هناك رابطا بين الصحة النفسية والصحة الجسدية، ولتثبيت وجود هذا الرابط عمدوا الى دراسة بيانات المسح الضوئي والتصوير بالرنين المغناطيسي العالي التقنية لما يقارب 300 شخص يعانون من التوتر العصبي والضغط النفسي.
> من لديه نشاط أكبر في اللوزة الدماغية معرض لتخثّر في الشريان الأورطي
وبناء على التفارير، وجد القيّمون على هذه الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من النشاط العالي والزائد في منطقة اللوزة الدماغية، وهي الجزء المرتبط بالتوتر والإجهاد، كانوا عرضة للإصابة بقصور القلب أو بالذبحة الصدرية أو بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة 59% خلال أقل من 4 سنوات.
كما أظهرت الفحوص أن الأشخاص الذين لديهم نشاط أكبر في اللوزة الدماغية معرضون لتخثّر في الشريان الأورطي وهو الشريان الرئيسي للقلب.
وهذا ما يؤكد تأثير التوتر على حياتنا الصحية والجسدية، وبالتالي يذكّر بضرورة ابعاد النفس قدر الامكان عن مصادر التوتر ومنحها فسحة من الراحة والاطمئنان والاستقرار.
