ليس كل الشركاء سيان، خصوصاً لناحية الطبع والشخصية، فهناك الحبيب التقليدي الرومانسي الحنون، الذي يعطف عليك، ويغرقك حباً وعطفاً وهدايا، وهناك الحبيب القاسي ذات الطبع البارد، العقلاني، البعيد عن الرومانسية أو الطابع التقليدي للعلاقة العاطفية والحب.
اختبري نفسك: أي حبيبة أنت؟
وهنا، يكثر الشك بالنسبة لك، حيال إمكان الاستمرار في هذه العلاقة أو الانفصال عنه، نظراً لكون الواقع يخالف كلياً كل ما رسمته عن فارس الأحلام الأبيض، الوسيم الذي سيسمح لك بالعيش بالنعيم.
عزيزتي، لكل حال قواعدها واستثناءاتها، فليس كل الشركاء سيان، وبالتالي، ليس من المؤكد أن خوض علاقة عاطفية مع حبيب رومانسي سيضمن لك السعادة التي كنت تتوقّعينها، وليس من المؤكد أن خوض علاقة حب مع شريك قاسي الطبع سيسبّب لك التعاسة والعذاب العاطفي والنفسي.
فالرجل القاسي، غالباً ما يكون عاطفياً الى حدّ كبير، لكن يحاول في كل الوسائل إخفاء هذا الجانب من شخصيته، بهدف الحفاظ على الطابع الرجولي لديه والشرقي، وبالتالي يحاول التعبير عن مشاعره وقلقه تجاهك من خلال ردّات فعل قاسية، من الصعب تحمّلها أو تفهمها في غالب الأحيان.
لكن، يتوجب عليك استيعاب طبعه، خصوصاً أن ردات الفعل هذه هي تعبير صريح وواضح عن مدى حبه الشديد لك، فهو من الصعب التأثير عليه، وبالتالي فإن انفعاله الى هذا الحد كان من داعي الحب والمشاعر الحقيقية التي يكنّها لك.
من هنا، حاولي تفهّمه وتقبّل شخصيته، واعلمي أن مع مرور الوقت وثبات العلاقة وشعور الشريك بالأمان تجاهك، سيبدأ تدريجياً بتغيير هذا الطبع البارد لديه، ليلائم شخصيتك.
إلاّ أن يجب الحذر ومعرفة التمييز بين الشريك القاسي والأناني، ولا تخطئي بين الحبيب المتملّك الذي يحب أن يسجنك في فقاعته الخاصة ويفرض عليك قواعده الخاصة، فيعمد الى أن تذوبي كلياً ضمن شخصه، فتنسين هويتك وشخصيتك وأحلامك، وعند حصول هذه الحال، عليك الانفصال على الفور وعدم التبرير له، مطلقاً، فهذا ليس بحب، بل هو أشبه باستبداد وأنانية مطلقة للشريك، ومحاولة لفرض هويته الخاصة عليك. (اكتشفي مع ياسمينة هذه الوسائل الفعالة لكشف كذب الشريك)
فإن استمرارك بعلاقة مماثلة، ستكونين بذلك قد حكمت على نفسك بحياة من الجحيم والعذاب، فهذا ليس بحب أو علاقة صحية، وهذا ما سينعكس عليك سلباً على كل جوانب حياتك، المهنية أو الاجتماعية.
فهناك فرق شاسع بين الخوف والقلق والتملّك، فالشريك القاسي قد يقلق عليك ويطمئن اليك لكن يمنحك ثقته المطلقة، بعيداً من الشك الذي سيقتلك شيئاً فشيئاً ويضعف من ثقتك بنفسك.
كما حاولي التمييز بين محاولاته الدائمة للشريك الأناني والمتملّك لإجهاض أحلامك وتحطيم معنوياتك، بدلاً من الشريك القاسي الذي قد يكون قاسياً عليك بعض الشيء من أجل أن تجتهدي بشكل إضافي على نفسك وإثبات ذاتك، فهو يؤمن بك ويثق بقدراتك ويرغب بالتعبير من خلال طريقته الخاصة عن دعمه لك.
نهاية، اتّكلي على قلبك وعقلك سوياً في معرفة الشريك، فحدسك دليلك لمعرفة حقيقة مشاعر الحبيب وعقلك دليلك للتأكد من سلامة العلاقة العاطفية التي تعيشينها ومدى أهميتها وكيفية انعكاسها على حياتك.
اقرئي المزيد: هكذا تلفتين نظر الشريك بعيداً عن الابتذال