أوّلاً، لا بدّ من أن ننبّهك الى أنّ عبارة "خيانة" ممكن ان تنطوي على معانٍ عدّة. فأحياناً نشعر بخيانة الآخر، من دون أن يقصد توجيه أي أذى الينا. من هنا لا تحكمي على النّوايا وقبل اتّخاذ أي تدبير، تكلّمي معها بصراحة وتحققي من دوافعها. فإذا كانت نواياها سليمة، لا تخسري صديقتك بسبب تفاهات وكوني جاهزة لمصالحتها بعد الخلاف.
أمّا اذا ارتكبت صديقتك خيانةً حقيقيةً بحقّك فهي لا تستحقّ أن يطلق عليها لقب "صديقتك" بعدها، فهذه الكلمة فيها من السموّ والشفافية ما لا يتمتّع به من يطعننا! الاّ أننا لا ننصحك مطلقاً بالانتقام منها كي لا تحملين ذنبها أو أن تصبحين عرضة لوم الآخرين كونك صحّحت الخطأ بآخر! فالبعض منّا يأخذها الحماس وتعمد الى ردّ الصاع صاعين وهنا من واجبنا أن نحذّرك أن تبعدي هذا الاحتمال كلياً عن ذهنك لأنك ستضعين نفسك تلقائياً في مستواها، الأمر الذي لا يليق بك.
ومن منطلق التسامح، وهذه فضيلة نشجّعك على التحلّي بها وتغذيتها في نفسك، لا بأس بأن تعيدي المياه الى مجاريها بينكما ولكن عليك بالحذر الشديد واللجوء الى اختبارها مرّات عدة قبل أن تضعين فيها ثقتك من جديد.