يستعين فنان الكاليغرافيتي التونسي العالمي eL Seed، المعروف ببراعته في الرسوم الجدارية العملاقة والجريئة والمفعمة بالألوان، بالخطّ العربي التراثي وفن الجرافيتي معاً للتعبير عن آرائه ومُثُله ولتسطير ما يجول في ذهنه.
وتمثل الأسطح الضخمة في أماكن متفرقة من العالم القماشة التي يرسم عليها إل سيد لوحاته الكاليغرافيتية، غير أنه يبتعد في معرضه المقام في "تشكيل"، الحاضنة الإبداعية الإماراتية الإقليمية، عن الأعمال الثنائية الأبعاد المتفاعلة وجهاً لوجه مع مشاهديها وينتقل إلى المنحوتات الضخمة الثلاثية الأبعاد التي سيشاهدها زوار "إشهار"، المعرض الشخصي الفردي الأول للفنان العالمي إل سيد في منطقة الشرق الأوسط المقرَّر خلال الفترة بين 20 نوفمبر و27 ديسمبر في "تشكيل" بدبي.
وأنجز إل سيد الأعمال المشاركة بمعرض "إشهار" خلال برنامج إقامته في "تشكيل" وتُعرض هذه الأعمال بالتعاون مع "مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان". واستلهم إل سيد هذه الأعمال من قصيدة للشاعر الراحل نزار قباني يصف فيها جمال محبوبته على رغم تقدُّمها بالسن، وبالمثل يعلن إل سيد على الملأ عشقه لفن الخط العربي على رغم قِدمه.
ويستخدم إل سيد منحوتات ضخمة تشقُّ طريقها عبر الجدران والأرضية وتتمدُّد خارج حدود صالة العرض، وبينما يجول الزائر بعينيه من هذا الحَرْف إلى ذلك، ومن هذه الكلمة إلى تلك، يجد نفسه في خضم حوارية: حوارية أطرافها الشاعر واللغة والشكل وإل سيد معاً.
وتمثّل الأعمال الجديدة المنفَّذة بوسائط جديدة محطة مهمة أخرى في رحلة إل سيد مع إعادة اكتشاف نفسه وفنه ورؤيته للعالم من حوله.
وقد اعتاد إل سيد في السابق اختيار الفعاليات العالمية والمعالم الثقافية والإيمان كمحور اهتمام لإنجاز أعماله، وقد جمعها جميعاً تحت مظلة فن الجرافيتي. وهو ينظر إلى أعماله كطريقة لبناء الجسور عبر الفن، من دون إبراز دين أو مُثُل معينة، ويريد منها أن تشكل مشهداً بصرياً متسقاً يمتدّ من المدينة إلى ضواحيها، ويعتمد على وسائط تعبيرية مختلفة تشكل جانباً من العمل المُنجز الذي يمثل محطة في رحلة بحث لا تتوقف عن كل جديد.