أنا فتاة عربيّة، لي أفكار مستقلة لا تقبل أيّ قيد من أن يكبّلها، يسيّرني الحبّ، أُحبّ الجمال والفرح، والتمثيل شغفي الأوّل والأخير.
هذه المرّة لست كارمن بصيبص الممثّلة إنما كارمن بصيبص التي تروي لكِ قصّة. لا أقرأ نصَّ شخصيّةٍ غريبة أؤدّي دورها إنما أروي نصَّ شخصيّتي…شخصيّتي أنا.
هناك إلى تلك المنطقة الجبلية البعيدة، أعود، وأتذكّر طفلة عشقت الطبيعة ولعبت مع الصبية وأحبّت الضيعة وحفظت لها مكاناً في ذاكرتها. أتذكّر مراهقة تعلّمت قيادة السيارة في الثالثة عشرة من العمر، متحدّية العادات، صادمة العائلة، وعاكسة لشخصيةٍ مستقلّة ثائرة لها فكرها الخاص والمتجرّد من أيّ قيود وحواجز. أتذكّر مراهقة أخبرت أهلها عن حبها الطفولي الأوّل، ولم تخجل يوماً من البوح عن مشاعرها.
هذا هو الرجل الذي آمن بمبادئي وجعلني أحبّ الفنّ!
والدي هو أكثر من أثّر في حياتي، شجّعني على الالتحاق بمبادئي وقناعاتي وجعلني لا أساوم على أفكاري.
كان له الفضل الكبير في توجيه موهبتي، فبعدما كنت أريد دراسة القانون، ألمح إليّ أنّه يرى في داخلي جانباً فنياً عليّ تنميته وصقله، فكان القرار للتوجّه إلى دراسة الإخراج، واليوم أجد أنّ كل نجاح أحققه أسنده إليه.
التمثيل دخلته صدفة، بدأت بتصوير الإعلانات منذ عمر الخامسة عشرة، بعدها أتت شركة مصرية تبحث عن بطلة لبنانية لمسلسل “ الجامعة”، فقدّمت على تجربة الأداء، ليتمّ اختياري، وهكذا بدأ المشوار.
> _” أترك دوماً فسحة للصدفة في حياتي،فالمغامرة تبعد عني كل ملل”_
أعشق التمثيل، فالقدرة على تجسيد شخصية – أيّ كانت- وانعكاس مشاعرها وأحاسيسها وألمها وسعادتها وكلّ مكنوناتها هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إليّ.
الفن ملجأ أعبّر به عن ذاتي
دوري في فيلم “مورين” كان الأكثر تحدّياً لأنّه يجسد سيرة حياة قديسة، وقصّة حقيقية عن إمرأة عاشت في القرن السابع في لبنان. ما أصعبه دوراً، وما أجمله! فيه أردت إيصال الرسالة بالطريقة الصحيحة وتبسيطها بالمسؤولية المطلوبة.
من خلال دوري في مورين شعرت أنّ الفن هو المفتاح الذي أَخرج كل مكنونات شخصيّتي، خصوصاً أنّني أكبت مشاعري على الصعيد الشخصي، ولا أعبّر كثيراً عمّا ينتابني علناً، ولا أشارك همومي إلا نادراً.
“عايدة” في ” ليالي أوجيني”، جسّدت معها ألم الخيانة، وعايشت إمرأة عاشت مع شريكٍ لا يحبها ويخونها، ليس هذا فحسب، فهي أيضاً تزوجته بحكم التقاليد. تستفزّني فعلاً المرأة الضعيفة الصامتة والعاجزة عن تغيير الواقع!
هذان الدوران أثّرا بي على الصعيد الشخصي، وأحدثا نقلة نوعية في مسيرتي المهنية.
> **_” أجمل ما في الحياة البدء بصفحة جديدة وآفاق جديدة لا نعلمها وترك فسحة للمجهول”_**
الاحتراف في حياة الممثل لا يزيده قوّة وتقنيّة فحسب، إنما إحساسا، فبعد الوصول إلى مرحلة الاحتراف، تعزّز إحساسي في تأدية الدور، لأنني أجد أنّ الموهبة قد تخبو حين تتحوّل إلى مهنةٍ وتقنيّات محدّدة، إذ يفتقد الممثل حينها للحقيقية والشغف.
رسالة منّي…إليك!
إلى كل إمرأة أدّيت دورها، وقد أؤدّي دورها في المستقبل، إلى كل إمرأة في بلادي العربية، قد أؤدّي يوماً دوراً يحاكيها ويلمس معاناتها، إليهنّ جميعاً، أدعوهنّ إلى الثورة والتمرّد، وأدعو نفسي دوماً إلى عدم المساومة على الهويّة، هويّة المرأة التي ترفض أن يتكلّم بإسمها أحد.
إليكنّ، أقول لكنّ أنا لم أغيّر يوماً في شكلي أو أفكاري من أجل أي نجوميّة أو نجاح متوقّع، بل أعدكنّ أنني سأحرص على ترجمةِ كلّ ما تشعرن به من خوفٍ وحبٍّ وحزن ونجاح، فأنا إمرأة أولاً!
إعداد وتنسيق: تونينا فرنجية – جوسلين الأعور
تصوير: محمد سيف الدين – تصوير فيديو: إيلي فهد
شعر: صالون جورج مطر – ماكياج: ديانا بصّو
موقع التصوير: Villa Clara بيروت
الأزياء: Azzi & Osta ، حسين بظاظا ، Thym ، Dalood، LIYA
مجوهرات: L`Atelier Nawbar – حقائب: Okhtein – أحذية: Andrea Wazen
شكر خاص: Bureau des Createurs ، Maison Pyramid